تصعيد مفاجئ: الهند تقصف تسعة مواقع داخل باكستان

في خطوة غير مسبوقة منذ سنوات، شنت الهند فجر الأربعاء ضربات جوية استهدفت تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، بما في ذلك مناطق في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل، بينهم طفل، بحسب ما أكد وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف. الهجوم أعاد إشعال التوتر المزمن بين الجارتين النوويتين، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة.
أزمة المياه: مودي يلوّح بوقف تدفق الأنهار إلى باكستان
الهجمات الهندية جاءت بعد ساعات من تصريح مثير لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلن فيه أن المياه التي كانت “تذهب للخارج” ستُستخدم الآن لصالح الهند، في إشارة ضمنية إلى وقف تدفق المياه إلى باكستان. ويُعد هذا التصريح تصعيدًا جديدًا بعد أن قررت نيودلهي تعليق مشاركتها في اتفاقية نهر السند، التي تنظم تقاسم الموارد المائية بين البلدين منذ أكثر من ستة عقود. إسلام آباد وصفت أي مساس بتدفق المياه بأنه “عمل حربي”.
هجوم بوهالغام يعيد الاتهامات المتبادلة
التصعيد العسكري جاء أيضًا على خلفية الهجوم الذي استهدف سُياحًا هندوسًا في 22 أبريل بمنطقة بوهالغام في كشمير الهندية، والذي أودى بحياة 26 شخصًا، في ما يُعد أحد أكثر الاعتداءات دموية على المدنيين في الهند منذ نحو عقدين. الهند اتهمت مسلحين مدعومين من باكستان بالوقوف خلف الاعتداء، بينما نفت إسلام آباد أي علاقة بالهجوم وطالبت بتحقيق مستقل.
باكستان تنفي استهداف معسكرات وتتوعد بالرد
فيما أكدت الهند أن ضرباتها الجوية استهدفت ما أسمته “بُنى تحتية إرهابية” داخل الأراضي الباكستانية، رفض وزير الدفاع الباكستاني هذه المزاعم ووصفها بـ”الأكاذيب”. وقال آصف إن جميع المواقع المستهدفة هي مناطق مدنية بالكامل، ودعا الإعلام الدولي لزيارة الأماكن المستهدفة للتأكد من خلوها من أي نشاط مسلح. كما توعد برد “مدوٍ قبل شروق الشمس”، مؤكدًا أن “باكستان في طور الرد”.
أولى الردود: إسقاط مقاتلتين هنديتين
في وقت لاحق، أفادت مصادر أمنية باكستانية بأن سلاح الجو أسقط مقاتلتين هنديتين، إحداهما من طراز “رافال”، في إقليم البنجاب، ردًا على الغارات. وأعلنت السلطات الباكستانية أن قواتها الجوية “ردت بقوة” على “العدوان الهندي”، مؤكدة أن طائراتها لم تُصب بأذى. في المقابل، التزمت الهند الصمت الرسمي بشأن هذه التطورات.
اشتباكات عبر خط المراقبة وإعلان الطوارئ في البنجاب
شهد خط المراقبة الفاصل في كشمير تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار والقذائف بين القوات الهندية والباكستانية في ثلاث مناطق على الأقل، وفق شهود عيان. وقد أصيب عدد من المدنيين، بينهم امرأتان في كشمير الهندية. وفي باكستان، أعلنت حكومة إقليم البنجاب حالة الطوارئ، وتم إلغاء جميع إجازات الطواقم الطبية التي طُلب منها التوجه فورًا إلى مواقع عملها.
تحرك دولي ووساطة إيرانية محتملة
دعت الأمم المتحدة، على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش، إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، محذرًا من أن العالم لا يحتمل مواجهة عسكرية بين دولتين نوويتين. في غضون ذلك، أجرت الهند اتصالات مكثفة مع قوى دولية من بينها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والسعودية، والإمارات، وروسيا، لإطلاعهم على خلفيات العملية العسكرية. كما أعلنت إيران أن نائب وزير خارجيتها عباس عراقجي سيتوجه إلى نيودلهي بعد لقائه رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في إسلام آباد، في محاولة لعرض وساطة بين الطرفين.
شهباز شريف: “الهجوم عمل حربي وسنرد بقوة”
في أول رد رسمي، وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف الضربات الجوية الهندية بأنها “هجوم جبان على خمس مناطق داخل الأراضي الباكستانية”، مؤكدًا في بيان نشره على منصة “إكس” أن بلاده “سترد بقوة على هذا العمل الحربي المفروض من قبل الهند”. وأشار إلى أن “الأمة الباكستانية بأكملها تقف خلف قواتها المسلحة في هذه اللحظة الحرجة”، داعيًا إلى اجتماع عاجل للجنة الأمن القومي صباح الخميس في العاصمة إسلام آباد.