
في تطور لافت كشفته وكالة أسوشيتد برس، أكدت مصادر مطلعة أن قرار وزارة الدفاع الأمريكية بتجميد شحنات السلاح إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي فاجأ الرئيس دونالد ترامب نفسه، الذي وُصف بأنه كان “واقفًا على قدم واحدة”، غير مستعد لهذا الإعلان.
ورغم نفي متحدث باسم البنتاغون أن وزير الدفاع بيت هيغسيث اتخذ القرار دون استشارة الرئيس، إلا أن رد ترامب على سؤال صحفي بشأن من أصدر التوجيه أظهر انزعاجًا واضحًا، إذ قال بغضب أمام وزرائه:
“لا أعرف.. لماذا لا تخبرني أنت؟”
ترامب يصعّد ضد بوتين: “يراوغ كثيرًا”
في الوقت نفسه، كرر ترامب تصريحاته الحادة تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قائلًا إن الأخير يعامله بلطف لكن لا يفي بوعوده، مضيفًا:
“بوتين يرمي علينا كثيرًا من الهراء. يتحدث بلطف دائمًا، لكن يتضح أن ذلك بلا معنى.”
الرئيس الأمريكي أعلن مجددًا أنه “محبط” من موسكو، و”ينظر في خيارات فرض عقوبات جديدة”، مشيرًا إلى استئناف إرسال الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا، بما في ذلك 10 صواريخ باتريوت.
كييف ترحب بحذر: “خطوة صغيرة لكنها ضرورية“
الحكومة الأوكرانية أعربت عن امتنانها العلني لهذا التحول في الموقف الأمريكي، لكنها شددت على أن عدد الصواريخ الموعود به ضئيل جدًا في مواجهة الهجمات الروسية المتصاعدة.
وتُقدر كييف أن 10 صواريخ تكفي فقط لصد غارة جوية واحدة بحجم الهجوم الذي شهدته العاصمة الأسبوع الماضي.
روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مدنيين في كورسك
في الجانب الروسي، زعمت السلطات أن طائرة مسيّرة أوكرانية استهدفت شاطئًا في مدينة كورسك، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم جندي بالحرس الوطني الروسي، وإصابة سبعة آخرين.
كما أُعلن عن إصابة شخصين آخرين إثر استهداف مستشفى في بلدة ريلسك بطائرة مسيرة، ما تسبب في تحطم نوافذ واشتعال سطح المبنى.
لم تصدر تأكيدات مستقلة لهذه الادعاءات، وتصر أوكرانيا على أنها لا تستهدف المدنيين عمدًا، مركّزة ضرباتها داخل الأراضي الروسية على منشآت عسكرية، وقيادات عليا، وبنى تحتية استراتيجية كمصافي الوقود.
الـFSB يستعيد سلطات “الكي جي بي”
في تحول تشريعي مثير للجدل داخل روسيا، وافق البرلمان على مشروع قانون يخول جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) إنشاء مراكز احتجاز احتياطي خاصة به – وهي صلاحية أُلغيت منذ تفكك الاتحاد السوفييتي.
المشرّعون برروا القرار بأنه استجابة “لتزايد أنشطة التجسس والتخريب من القوى الأجنبية” منذ اندلاع الحرب.
“فاغنر” تقف خلف هجوم حارق في لندن
أدانت محكمة أولد بيلي البريطانية مجموعة من الرجال على خلفية تنفيذ هجوم حارق على مستودع للمساعدات الإنسانية والمعدات العسكرية المخصصة لأوكرانيا في شرق لندن.
التحقيقات كشفت أن الهجوم نُفذ بأوامر من مجموعة “فاغنر” الروسية المصنفة كمنظمة إرهابية، وأن المتورطين خططوا لاحقًا لتنفيذ هجمات إضافية في حي “مايفير” الراقي، ومحاولة اختطاف معارض روسي، لكن السلطات تمكنت من إحباط المخططات.
من المقرر أن تُعلن الأحكام بحقهم في الخريف المقبل.
خلاصة:
الرئيس ترامب، الذي ظهر كمن فوجئ بالقرارات داخل إدارته، يسعى لاستعادة زمام المبادرة بإرسال عدد محدود من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، لكن رد الفعل في كييف يكشف عن فجوة عميقة بين الخطاب والدعم العملي.
وفي المقابل، روسيا تواصل قصفها العنيف وتوسيع صلاحيات أجهزتها الأمنية، بينما تلاحق أذرعها في أوروبا.
في اليوم 1,232 من الحرب، يبدو أن المشهد يزداد تعقيدًا، وأن الخلافات لا تقتصر على جبهة القتال، بل تمتد إلى داخل العواصم الغربية نفسها.
أقرأ ايضا
النمسا ترحّل لاجئًا سوريًا لأول مرة منذ 15 عامًا: بداية لمرحلة أوروبية جديدة في ملف الهجرة