أفغانستان تحت الأنقاض: زلزال يودي بحياة أكثر من 1000 شخص

استفاقت أفغانستان، صباح الاثنين، على كارثة إنسانية مروعة بعد أن ضرب زلزال قوي المناطق الشرقية من البلاد، متسببًا في مقتل ما لا يقل عن 1000 شخص وإصابة أكثر من 2800 آخرين، وفقًا لما أعلنته السلطات المحلية.
هذا الزلزال يُعد من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا التي تشهدها البلاد في السنوات الأخيرة، وسط بنية تحتية ضعيفة ونقص كبير في الموارد والإمكانيات اللوجستية والطبية.
صعوبة الوصول إلى المناطق النائية
في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أشار مسؤول أفغاني إلى أن الوضع في المناطق المتأثرة بالزلزال “كارثي”، وأن هناك صعوبات كبيرة في الوصول إلى بعض القرى والوديان الجبلية النائية، التي قد تكون هي الأكثر تضررًا من الزلزال.
وأوضح المسؤول:
“بعض المناطق والوديان البعيدة المتأثرة بالزلزال لم نصل لها بعد.”
وأشار إلى أن هناك تعليمات مباشرة صدرت إلى المسؤولين المحليين، والأجهزة الأمنية، والخدمية للتوجه فورًا إلى المناطق المنكوبة، وتقديم استجابة شاملة وسريعة، في محاولة لتقليل حجم الخسائر ومعالجة آثار الكارثة في أسرع وقت ممكن.
استنفار حكومي واستجابة ميدانية
أفاد ناطقون باسم حكومة “طالبان” بأن الفرق الميدانية من الأمن والصحة والإمداد الغذائي تعمل الآن بوتيرة متسارعة لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى المناطق المتأثرة.
كما أكد نجيب الله حنيف، مسؤول الإعلام المحلي، أن مئات المصابين قد تم نقلهم إلى مستشفيات المدن الكبرى، محذرًا من احتمال ارتفاع أعداد القتلى والمصابين خلال الساعات القادمة مع ورود تقارير جديدة من المناطق النائية التي لا تزال معزولة عن شبكات الاتصال أو الطرق المعبدة.
جبال هندوكوش.. بؤرة الزلازل في أفغانستان
تتعرض أفغانستان، وخاصة المناطق الشرقية والشمالية، لزلازل متكررة نظرًا لوقوعها في سلسلة جبال هندوكوش، وهي من أكثر المناطق الجيولوجية نشاطًا في آسيا.
وغالبًا ما تكون الزلازل في هذه المنطقة مميتة ومدمرة بسبب ضعف البنية التحتية، وتدني مستويات الاستعداد للكوارث، وغياب التخطيط العمراني الحديث، مما يؤدي إلى انهيار المنازل التقليدية المبنية من الطين أو الحجارة.
المجتمع الدولي يراقب.. والمساعدات بطيئة
في الوقت الذي عبّرت فيه منظمات إغاثة دولية عن قلقها من حجم الكارثة، لم تُعلن حتى اللحظة خطة استجابة دولية واسعة النطاق، خاصة في ظل تعقيدات الوضع السياسي في أفغانستان بعد عودة “طالبان” إلى الحكم.
المحللون يحذرون من أن التأخر في إيصال المساعدات قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء، الذي سيزيد من معاناة السكان في المناطق الجبلية.
كارثة إنسانية تحتاج إلى استجابة عاجلة
وسط هذا المشهد المأساوي، تزداد الدعوات لضرورة تحرك سريع على الصعيدين المحلي والدولي من أجل دعم أفغانستان في مواجهة تداعيات الزلزال.
وما لم يتم توفير ممرات آمنة وسريعة لإيصال المساعدات، فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، بينما يقف ملايين الأفغان أمام كارثة طبيعية تضيف إلى سنوات من المعاناة والصراع.