حرارة قاتلة داخل دبابات K1 الكورية الجنوبية… أطقم تواجه مخاطر بلا تبريد
في ضربة قاسية لأطقم الدبابات، رفضت وزارة الاستراتيجية والمالية في كوريا الجنوبية تمويل خطة تحديث دبابات K1 لتزويدها بأنظمة تكييف وضغط إيجابي، رغم تسجيل حرارة داخلية تصل إلى 50°م خلال التجارب الصيفية على الميدان. ووفقًا لتقرير حصل عليه النائب يو يونغ-وون من لجنة الدفاع الوطني، وصلت درجات الحرارة داخل الدبابات إلى مستويات حرارية قصوى بعد ساعة واحدة فقط من التشغيل في حرارة محيطية تبلغ 35°م. ويشير تقرير وزارة الدفاع إلى أن تركيب نظام تبريد كان سيخفض الحرارة الداخلية إلى نحو 22°م، مؤكدًا أن تحسين ظروف البقاء داخل الدبابات ضروري للحفاظ على جاهزية الأطقم وفاعلية الدبابات في ساحة المعركة.
مخاطر حرارية تهدد أطقم الدبابات
تشير البيانات إلى أن خطة تحسين أداء K1E1، التي تتضمن تركيب أنظمة تكييف وبقاء متقدمة، صُممت لمواجهة المخاطر الصحية والجسدية الناتجة عن الحرارة الشديدة. وانتقد النائب يو قرار وزارة الاستراتيجية والمالية، موضحًا أن توفير بيئة آمنة داخل الدبابات يرتبط مباشرة ببقاء الجنود وحقوقهم الأساسية، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على الجاهزية القتالية. وأضاف أن التركيز على الطائرات المسيرة وأنظمة القتال المتطورة لا يجب أن يغفل عن الاحتياجات الأساسية التي تؤمن سلامة الجنود وكفاءة العمليات العسكرية.
دبابات قديمة تواجه تحديات تقنية
يُستخدم دبابة القتال الرئيسية K1 منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتمثل نحو 58% من أسطول الدبابات الكوري الجنوبي، بأكثر من 1,000 وحدة في الخدمة. ومع ذلك، يعتمد العديد من هذه الدبابات على معدات قديمة، حيث فشلت نحو 44% منها في استهداف تهديدات تتجاوز كيلومترين بسبب تدهور أنظمة الرؤية الخاصة بالرشاشات المستوردة منذ 30 عامًا. ويزيد نقص قطع الغيار صعوبة صيانة هذه الأنظمة وضمان الجاهزية التشغيلية، ما يضع الأسطول تحت ضغط كبير في مواجهة التحديات الحديثة.
دروس من موجات الحرارة السابقة
أشار النائب يو إلى موجة الحرارة الشديدة عام 2018، عندما وافقت وزارة الاستراتيجية والمالية على تمويل طارئ لتركيب مكيفات في جميع الثكنات العسكرية، واعتُبرت هذه الخطوة ناجحة وضرورية. وأضاف يو أن الحرارة القياسية والليالي الحارة الصيفية الحالية اختبرت مرة أخرى قدرة الجنود على التحمل. ورغم التركيز على أنظمة القتال عالية التقنية والطائرات المسيّرة، لا يمكن تجاهل الاحتياجات الأساسية لضمان سلامة وكفاءة القوات، مؤكداً أن التأخير في تمويل أنظمة التبريد قد يؤثر على جاهزية الأسطول خاصة في الظروف المناخية القاسية.
غموض مستقبل التحديث
دافعت إدارة برامج الاستحواذ الدفاعي “DAPA” عن تحسينات التبريد لدبابات K1، مشيرة إلى المخاطر الصحية الكبيرة التي يواجهها أطقم الدبابات بسبب الحرارة القصوى داخل المركبات، وأهمية الحفاظ على قدرة الأسطول القديم على الاستمرار في القتال بفعالية. ومع استمرار تأجيل التمويل، يبقى مستقبل تحسين بيئة العمل داخل الدبابات غير محدد، دون تقديم جدول زمني لمراجعة أو إعادة تقييم البرنامج. ويشير الخبراء إلى أن هذا التأخير لا يؤثر فقط على سلامة الجنود، بل قد يضع القوات المدرعة أمام تحديات ملموسة في جاهزيتها العملياتية، ويعوق قدرتها على الاستجابة السريعة في الظروف المناخية القاسية والمعارك المحتملة. من هنا، يعتبر تحديث بيئة العمل داخل الدبابات عنصرًا أساسيًا لا يقل أهمية عن تطوير الأسلحة والتقنيات الحديثة، لضمان استمرارية الأداء القتالي وحماية الأرواح.
تحديات المستقبل وضرورة التحديث
مع استمرار تأجيل تمويل أنظمة التبريد والتحديث في دبابات K1، يبقى سلامة الجنود وفاعلية القوات المدرعة معرضة للخطر، خاصة في موجات الحرارة القصوى. بينما تركز كوريا الجنوبية على تعزيز قدراتها عبر الطائرات المسيّرة وأنظمة القتال الحديثة، تظهر هذه الأزمة أن الاهتمام بالاحتياجات الأساسية للأطقم، مثل بيئة العمل داخل الدبابات، ضروري للحفاظ على الجاهزية العملياتية والاستعداد الكامل للمعارك المستقبلية. ويشير الخبراء إلى أن أي تأخير إضافي في التحديث سيضعف قدرة الجيش على مواجهة الظروف المناخية القاسية والتحديات التقنية المتزايدة.



