عربي وعالمي

ديفيد لامي يكشف عن صداقته مع نائب الرئيس الأمريكي JDفانس .. وانتقاداته للغه خطاب ستارمر حول الهجرة

"ديفيد لامي: رحلة وزير الخارجية البريطاني من الطفولة الصعبة إلى السياسة العالمية"

في سلسلة مقابلات أجرتها الجارديان على مدار أسابيع، فتح وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي قلبه للحديث عن صداقته مع نائب الرئيس الأمريكي JD فانس، وعن خلفياتهما الاجتماعية المشتركة، كما تطرق إلى مواقفه من قضايا دولية حساسة، وانتقاداته لبعض تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر، فضلًا عن لمحات من طفولته الصعبة التي شكّلت شخصيته السياسية.

صداقات تتجاوز السياسة

كشف لامي أنه جمعته بنائب الرئيس الأمريكي لحظات ودية خارج الأجواء الرسمية، مؤكدًا أنه يعتبر فانس “صديقًا” وأنهما يشتركان في خلفيات اجتماعية متشابهة، حيث نشأ كلاهما في بيئة طبقية متواضعة وظروف عائلية “مختلة”.

يستعيد لامي إحدى هذه اللحظات خلال حضوره قداس تنصيب البابا الجديد في روما في مايو الماضي، بصحبة فانس ونائبة رئيس الوزراء البريطانية أنجيلا راينر، قائلاً:

“لا أظن أن JD وأنجيلا سيعترضان إذا قلت إنهما كانا يحتسيان بعض المشروبات… كنت أتوق لكأس من النبيذ الوردي، لكني اكتفيت بكوب من الكولا الدايت.”

لامي أوضح أن الشعور بالانتماء لهذه الخلفيات جعل الحوار بين الثلاثة ممتعًا وصادقًا، واصفًا اللقاء بأنه “ساعة ونصف رائعة”.

شعور بالذنب تجاه زيلينسكي

في المقابلة، أعرب وزير الخارجية عن شعوره بالذنب حيال موقف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وJD فانس في المكتب البيضاوي، والذي كان محرجًا، حيث وُجّهت له انتقادات مباشرة بشأن الحرب.

لامي قال:

“إذا كنت صادقًا، فقد شعرت بالأسى. كنت أتساءل: لماذا لم أبذل جهدًا أكبر لدعم زملائنا الأوكرانيين قبل هذا اللقاء؟… ربما كنت قاسيًا على نفسي، لكن الشعور بالذنب ظل قائمًا.”

انتقاد لغة خطاب الهجرة

لم يتردد لامي في انتقاد خطاب رئيس الوزراء كير ستارمر المعروف بـ”خطاب جزيرة الغرباء”، والذي واجه اتهامات بأنه يكرر أفكار السياسي اليميني المتطرف إينوك باول حول الهجرة.

علق لامي قائلاً:

“أعتقد أن استخدام اللغة كان سيئًا. خيار لغوي ضعيف. ولو أن أحدهم عرض علي الخطاب قبل إلقائه، لنصحت بحذف هذا الجزء.”

موقفه من غزة والاعتراف بفلسطين

وحول الحرب في غزة، أبدى لامي شعورًا بـ”أيام من الإحباط العميق والحزن العميق”، واصفًا الوضع على الأرض بأنه “يائس” سواء بالنسبة للمدنيين أو الرهائن المحتجزين. شدد على أن العالم “يائس من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة”.

كما أكد أنه يرغب “100%” في زيارة غزة “في أقرب وقت ممكن”، مشيرًا إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين هو “ورقة لا يمكن لعبها إلا مرة واحدة”، في إشارة إلى ضرورة اختيار التوقيت بعناية.

طفولة قاسية تركت أثرًا دائمًا

لامي تحدث بصراحة عن طفولته الصعبة وتأثير والده الذي كان يعاني من الإدمان على الكحول ويمارس العنف تجاه والدته، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة ويقطع الاتصال بأسرته.

قال لامي:

“والدي لم يعد. وهذا كان مدمرًا نفسيًا. كان هناك جزء مني يلوم نفسه، وأتساءل ما إذا كان قد أحبني بالفعل.”

توفي والده لاحقًا بسرطان الحنجرة، دون أن يتمكن لامي من رؤيته مرة أخرى، موضحًا أنه لم يكن قادرًا على مواجهة الموقف عاطفيًا آنذاك، لكنه أكد أنه “شخص يميل بطبيعته إلى التسامح وبناء الجسور”، وهو ما يراه سببًا في نجاحه في منصبه الحالي.

إحساس بالثقة لأول مرة

ختامًا، أشار لامي إلى أنه ولأول مرة في مسيرته المهنية لا يشعر بمتلازمة المحتال، قائلاً:

“لدي إحساس حقيقي بأنني في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لهذا المنصب.”

هذا المزيج من التجارب الشخصية الصعبة، والخبرة السياسية، والعلاقات الدولية، يبدو أنه يمنح وزير الخارجية البريطاني إحساسًا متزايدًا بالثقة والقدرة على التأثير في الملفات المعقدة التي يواجهها.

اقرا ايضا

الجوكر المشتعل:كيف تحاول موسكو تسويق قاذفة اللهب Tos -1Aرغم الخسائر المتكررة في اوكرانيا ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى