عربي وعالمي

ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا خلال جولة خليجية مثيرة للجدل

لقاء نادر مع الرئيس السوري الجديد وعروض استثمارية تمهد لتقارب تاريخي

في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال زيارة رسمية إلى العاصمة السعودية الرياض، قراره برفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عام 2011. وأكد ترامب أن هذا القرار “يمنح السوريين فرصة للعظمة”، مشيراً إلى أن العقوبات كانت شديدة التأثير على قدرة سوريا على التعافي والنهوض مجدداً.

لقاء غير مسبوق مع الرئيس السوري المؤقت

وجاء إعلان ترامب عقب لقاء استثنائي جمعه مع الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشراع، القائد السابق في جماعة “هيئة تحرير الشام”، المصنفة سابقاً على قائمة الإرهاب الأمريكية. اللقاء عُقد في الرياض بحضور شخصيات بارزة، من بينهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو.

تحركات دبلوماسية مهدت للاتفاق

اللقاء بين ترامب والشراع جاء تتويجاً لأشهر من الجهود الدبلوماسية المدعومة من تركيا والسعودية. وتشير تقارير إعلامية إلى أن سوريا قدّمت عرضاً مغرياً تضمن فتح المجال للاستثمار في قطاعات النفط والبنية التحتية، وتقديم ضمانات لأمن إسرائيل، إضافة إلى اقتراح بناء “برج ترامب” في وسط دمشق، لاستمالة الرئيس الأمريكي المعروف بإعجابه بالمشاريع العقارية الفاخرة.

ترامب: الشرق الأوسط مركز العالم المزدهر

تزامن إعلان ترامب مع اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، حيث عبّر خلال كلمته عن رغبته في جعل المنطقة مركزاً للرخاء والنفوذ العالمي. وقال: “العالم كله يتحدث عما تفعلونه”، مشيداً بما وصفه بـ”التحولات الإيجابية” في المنطقة.

رسائل مزدوجة إلى إيران وفلسطين

وفي خطابه، وجه ترامب رسائل متباينة، حيث أعرب عن استعداده لعقد اتفاق جديد مع إيران، بشرط توقفها عن دعم الإرهاب والتخلي عن برنامجها النووي. كما تناول الملف الفلسطيني، متمنياً مستقبلاً آمناً وكريماً للفلسطينيين، لكنه ربط ذلك بوقف العنف في غزة. وطلب من القيادة السورية الجديدة ترحيل ما وصفهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين” والانضمام إلى اتفاقات أبراهام مع إسرائيل.

ترحيب خليجي ودعم تركي

قوبل قرار رفع العقوبات بترحيب واسع من قبل قادة الخليج، وفي مقدمتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أشاد بالخطوة وسعيها لتقليل التوترات في المنطقة. كما دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القرار، واصفاً إياه بأنه “تحول تاريخي”، خلال لقاء افتراضي جمعه بترامب والشراع.

مرحلة جديدة في القيادة السورية

يسعى أحمد الشراع، الذي تولى الحكم بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي، إلى تعزيز شرعيته الدولية. ويُعتبر لقاؤه مع ترامب، وإعلان رفع العقوبات، خطوة محورية في هذا الاتجاه. وعلّق أحد المقربين من الشراع قائلاً: “لقد نجحت الخطة. هذه هي الطريقة التي تصل بها إلى قلب ترامب”، في إشارة إلى مشروع “برج ترامب دمشق” الذي نُشر عبر الإنترنت.

جولة خليجية حافلة بالاتفاقيات

بعد زيارته للسعودية، توجه ترامب إلى الدوحة، حيث من المتوقع أن يلتقي بالأمير تميم بن حمد آل ثاني، ويشارك في مأدبة رسمية في قصر لوسيل. وتشمل الجولة الخليجية، التي تستغرق أربعة أيام، توقيع اتفاقيات عسكرية وتجارية كبرى، من ضمنها صفقة دفاعية بقيمة 142 مليار دولار مع السعودية، وصفتها الإدارة الأمريكية بأنها “الأكبر في التاريخ”.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى