اسهم بلا ميراث..حفيده نوال الدجوي تخسر معركة دار التربيه أمام القضاء
نزاع أسري على شركة تعليمية ينتهي بحكم قضائي نهائي ضد الحفيدة

أصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية حكمًا نهائيًا برفض دعوى أقامتها حفيدة الدكتورة نوال الدجوى، مؤسسة دار التربية، والتي طالبت فيها بثبوت ملكيتها لعدد من أسهم شركة “دار التربية” التعليمية، مدعية أحقيتها في الميراث عن والدتها، ابنة المؤسسة الراحلة.
تفاصيل الدعوى ونقاط الخلاف
جاء في أوراق الدعوى أن الحفيدة كانت قد طالبت بإدراج اسمها ضمن ملاك الشركة بصفتها وريثة لوالدتها التي كانت بحسب الدعوى تمتلك نصيبًا من الأسهم قبل وفاتها، مستندة إلى أوراق عائلية وإقرارات سابقة.
إلا أن الطرف الآخر في النزاع، الممثل في مجلس إدارة الشركة، أكد أن تلك الأسهم لم تكن مُسجلة باسم والدة المدعية، وأن المؤسسة الراحلة كانت قد أوصت بإدارة الشركة من خلال مجلس أمناء مستقل وأن الأسهم غير قابلة للتوريث لاعتبارات تتعلق برسالة المؤسسة التعليمية.
المحكمة: لا دليل على ملكية الأم للأسهم
المحكمة، وبعد دراسة المستندات وسماع الشهادات، رأت أن الأوراق لا تتضمن ما يثبت ملكية والدة المدعية للأسهم محل النزاع، كما لم يتم تسجيل تلك الأسهم باسمها رسميًا. وأوضحت أن ما تدعيه الحفيدة لا يرقى لمستوى الدليل القانوني الكافي لثبوت الميراث أو نقل الملكية.
الحكم يعزز استقرار المؤسسات التعليمية العائلية
ويأتي هذا الحكم ليثير جدلًا واسعًا حول مستقبل المؤسسات التعليمية الخاصة ذات الطابع العائلي، ومدى قدرتها على الاستمرار بعيدًا عن صراعات الورثة. ويعتبر البعض أن الحكم يعزز مبدأ حماية الكيانات التعليمية من الانقسامات الأسرية، خاصة إذا كانت الإدارة مؤسسية وليست فردية.
مراقبون: القضية تسلط الضوء على أهمية الفصل بين الملكية والإدارة
واعتبر مراقبون أن هذه القضية تعيد تسليط الضوء على أهمية وضع نظم واضحة لإدارة الشركات العائلية، خاصة في القطاع التعليمي، بما يضمن الاستقرار المؤسسي وتفادي الدخول في دوامات النزاعات الأسرية التي قد تضر بسمعة ومصير المؤسسات.
المدعية تعتزم الاستئناف.. والمجلس القانوني للشركة يرحب بالحكم
رغم أن الحكم صدر من محكمة اقتصادية بدرجة نهائية، إلا أن مصادر مقربة من المدعية أكدت أنها تدرس تقديم التماس أو اتخاذ إجراءات قانونية أخرى إن وُجدت، في محاولة لإعادة فتح الملف.
في المقابل، رحب المستشار القانوني لمجلس إدارة “دار التربية” بالحكم، مؤكدًا أنه “انتصار للعدالة ولرؤية المؤسسة التربوية التي وضعتها نوال الدجوى منذ تأسيسها، بعيدًا عن أي اعتبارات شخصية أو وراثية”.
نوال الدجوى.. مسيرة تعليمية لا تنسى
يذكر أن نوال الدجوي كانت من أبرز رائدات التعليم الخاص في مصر، حيث أسست “دار التربية” في ستينيات القرن الماضي، وساهمت في تأسيس جامعة أكتوبر الحديثة للعلوم والآداب (MSA)، وكانت تدير مؤسساتها بروح تربوية مؤسسية، ما جعلها تحظى باحترام واسع في الأوساط الأكاديمية والتعليمية.
خسارة قضائية تعيد النقاش حول إدارة التركات
الجدير بالذكر أن هذه القضية تفتح نقاشًا جديدًا حول مستقبل التركات العائلية التي تتضمن شركات كبرى، وضرورة وجود وصايا واضحة وهياكل قانونية حاسمة تنظم العلاقة بين الورثة والمؤسسات.