في خطوة لافتة ضمن جهود إسلام آباد لتعزيز قدراتها القتالية الجوية، أعلن الجيش الباكستاني عن إدخال أول دفعة من المروحيات الهجومية الصينية الصنع Z-10ME إلى الخدمة، وذلك خلال حفل رسمي أُقيم في قاعدة مولتان لطيران الجيش. الخطوة تمثل تحولاً استراتيجياً في اتجاهات التسلح الباكستاني، خاصة في ظل تعثر برامج شراء مروحيات هجومية من مصادر أخرى بسبب القيود التقنية والسياسية.
تفاصيل الحفل العسكري
أشرف رئيس أركان الجيش الجنرال سيد عاصم منير على مراسم الإدخال، حيث قام بتفقد إحدى المروحيات الجديدة عن قرب، وحرص على تحية عناصر الفريق الصيني المشارك في البرنامج. وحضر الحفل كبار القادة العسكريين ومسؤولون حكوميون وممثلون عن قطاع الصناعات الدفاعية الصينية، في إشارة واضحة إلى متانة التعاون الدفاعي بين البلدين.
القدرات التسليحية والتقنية
المروحية Z-10ME ظهرت خلال الحفل محملة بمجموعة من الأسلحة المتطورة، شملت:
صواريخ جو-أرض CM-502.
صواريخ جو-جو TY-90 مثبتة على جانب الهيكل.
قاذفة صواريخ موجهة عيار 70 ملم.
إلى جانب ذلك، زوّدت المروحية بمنظومة DIRCM لمواجهة الصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء، وهو ما يعزز قدرتها على البقاء في بيئات قتالية عالية التهديد.
مواصفات النسخة المصدّرة
وفق مصادر في الصناعة الدفاعية الصينية، فإن Z-10ME هي نسخة تصديرية معدلة من المروحية الهجومية Z-10، جرى تطويرها لتلبية احتياجات العملاء الخارجيين، مع تحسينات في التدريع وأجهزة الاستشعار وأنظمة الحرب الإلكترونية.
تم تصميم هذه النسخة لتعمل بكفاءة في الظروف الحارة وذات الارتفاعات العالية، مع قدرة على تنفيذ:
الإسناد الجوي القريب.
الاستطلاع المسلح.
عمليات مكافحة الدروع.
خلفية المشتريات الباكستانية
تأتي هذه الصفقة بعد سنوات من سعي باكستان لتوسيع وتحديث أسطولها من المروحيات الهجومية. وكانت محاولات شراء المروحية التركية T129 ATAK قد تعثرت بسبب القيود على تصدير المحركات الأميركية الصنع المستخدمة في هذا الطراز.
ويمثل دخول Z-10ME نقلة نوعية للجيش الباكستاني نحو امتلاك مروحية هجومية مخصصة، مزودة بأنظمة استشعار متكاملة وذخائر موجهة، لتصبح أداة فعالة للعمل في أجواء النزاعات عالية الكثافة.
دلالات استراتيجية
إضافة منظومة DIRCM المتطورة مع حزمة تسليح متنوعة يتيح للـ Z-10ME القدرة على تنفيذ عمليات في أجواء مهددة بصواريخ الدفاع الجوي المحمولة على الكتف (MANPADS)، ما يجعلها أصلًا متقدماً للانتشار في الخطوط الأمامية.
الصفقة تعكس كذلك توجهاً متزايداً نحو تعميق التعاون الدفاعي بين بكين وإسلام آباد، خاصة في ظل القيود الغربية على تصدير أنظمة تسليح متطورة لباكستان.
اقرأ أيضاً:
78 ساعة على تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ 2025
