بحر تيرة يبتلع الأحلام: هل تسرق الترع أبناءنا… أم أن النداهة عادت من الأساطير؟!
ما زال شباب القرى يثقون في الترع والبحور كمكان للسباحة أو الترفيه؟ ولماذا لا يزال الغرق يتكرر، رغم التحذيرات والعبر المتكررة

في كل شهر، تتكرر نفس المأساة: شاب جديد يُنتشل جثة هامدة من مياه بحر تيرة بمحافظة الدقهلية. نفس المشهد، نفس الصرخات، نفس الحزن الممزق لقلوب الأمهات. صراخ أم على ضفاف الترعة تنادي على ابنها كأنها تنادي على الروح التي غابت ولن تعود… مشهد يوثق بفيديو يهز القلوب ويطرح سؤالاً مرعبًا: ماذا يحدث في تلك المياه؟
هل ما زال شباب القرى يثقون في الترع والبحور كمكان للسباحة أو الترفيه؟ ولماذا لا يزال الغرق يتكرر، رغم التحذيرات والعبر المتكررة؟ وهل بالفعل هناك من يصدق أن “جني البحر” أو “النداهة” قد تكون وراء هذه الحوادث؟
الحقيقة بين الأسطورة والواقع
لطالما كانت النداهة إحدى أشهر الحكايات الشعبية في الريف المصري. امرأة تظهر قرب الترع في المساء، بصوت ساحر، تنادي باسم الشاب… فيلحق بها، ولا يعود. البعض يضحك على هذه القصص، لكن عندما ترى تكرار الغرق شهريًا، وفي نفس البقعة تقريبًا، يبدأ الخوف يتسلل، ويجد الخيال الشعبي طريقه إلى العقل.
لكن بعيدًا عن الأسطورة، هناك واقع مرير يجب مواجهته:
- غياب التوعية بخطورة النزول في مياه الترع.
- عدم وجود رقابة أو حظر فعّال في الأماكن الخطرة.
- سلوك متهور من بعض الشباب بحثًا عن الترفيه في بيئة غير آمنة.
ضعف في البنية التحتية والتخطيط المحلي، ما يسمح بتحول هذه المناطق إلى مصائد موت.
فيديو يوجع القلب
الفيديو الذي يُظهر صراخ الأم المكلومة على ضفاف بحر تيرة، وهي تصرخ في ابنها، ليس مجرد لحظة ألم… إنه وثيقة إنسانية يجب أن تهز المسؤولين، وأن تفتح عيوننا على حجم الكارثة. إنها ليست مجرد حادث… بل سلسلة فقد لا تنتهي، ما لم نتحرك.
مطلوب تحرك عاجل
- حملات توعية مكثفة في المدارس والمراكز الشبابية.
- تحذيرات واضحة عند مناطق الخطر ووضع لافتات تحذيرية.
- مشاركة قصص الضحايا مثل هذه عبر الإعلام والسوشيال ميديا، لردع الآخرين.
- تخصيص دوريات أمنية أو لجان أهلية لرصد التحركات حول البحور.
سؤال مفتوح للجميع
هل ننتظر الضحية القادمة حتى نتحرك؟ أم نقرر الآن أن نحمي أبناءنا من الموت المجاني؟ سواء كانت “النداهة” خرافة أو رمزًا، فالمأساة حقيقية، والدموع التي تسيل على ضفاف بحر تيرة لا تكذب.