تنمّر الأندية الإنجليزية يهدد رومانسية البطولات الأوروبية ويهيمن عليها الأثرياء
"كيف أصبحت بطولات القارة الأوروبية ساحة للتنافس بين أندية البريميرليغ الغنية؟"

حتى أكثر أنصار ليفربول نشوةً بعد تتويج الأحد الماضي قد يشعرون بشيء من المرارة عند قراءة هذا. فرغم كل الاحتفالات، هناك من يرى أن موسم البريميرليغ كان مخيبًا للآمال. فبعد فوز برينتفورد على نوتنغهام فورست مساء الخميس، تضاءلت فرص “تريكي تريز” في بلوغ “كأس الكبار”، ما حطم آمال صنّاع المونتاجات الذين كانوا قد بدؤوا إعداد مقاطع تُخلّد حقبة برايان كلوف. لا توجد معركة هبوط، وكل ما تبقى هو التحديق في انهيار مانشستر سيتي إلى المركز الرابع. لحسن الحظ، هناك أوروبا، حيث يبدو أن أندية البريميرليغ تسعى لتذكير الجميع بأن دوريها هو “الأفضل في العالم” — ولو بنكهة متنمّرين في ملعب أطفال.
آرسنال يحاول التشبث… والبقية يهيمنون
بعيدًا عن آرسنال الذي لا يزال يكافح في نصف نهائي “كأس الكبار” (وإن كان متأخرًا بهدف بعد مواجهة باريس سان جيرمان في لندن)، يبدو أن الفرق الإنجليزية الأخرى تسرح وتمرح في البطولات الأوروبية الأقل شهرة، والتي كانت يومًا ملاذًا للأندية الصغيرة والمجتمعات الهامشية.
توتنهام يسحق “الفرقة الإسكندنافية”… والبلاستيك بانتظارهم
في الشوط الأول من نصف نهائي “كأس الفازة”، استقبل توتنهام — فريق المليارديرات — نظيره بودو/غليمت، الفريق النرويجي الذي يذكر اسمه بموسيقى ما بعد الروك أو طاولة من “إيكيا”، وفاز عليه 3-1. ومع ذلك، تركزت التحليلات على هدف متأخر للضيف وعلى “أرضية العشب الصناعي” التي تنتظر الفريق اللندني في شمال النرويج. مدرب سبيرز، أنجي بوستيكوغلو، حاول امتصاص القلق: “نعم، هو عشب اصطناعي… لكنه يبقى كرة قدم.”
مانشستر يونايتد يستفيق من أزماته ويُسقط بلباو
أما مانشستر يونايتد، النادي الأكثر درامية في الكرة الأوروبية، فحقق فوزًا عريضًا 3-0 على أتلتيك بلباو، الفريق المعروف باعتماده على أبناء الإقليم بدلاً من الشيكات المفتوحة. جماهير “الشياطين الحمر” بدت مذهولة من جودة الأداء، بينما أضاف الفريق الإسباني لمسة من الكوميديا عندما طُرد داني فيفيان بسبب جذبه غير الأنيق لرسموس هويولند — لقطة أشبه بأفلام شباب الثمانينات الساخرة.
تشيلسي يسحق دجورغاردن ويخطف الأضواء من جماهير القطب الشمالي
في استوكهولم، أكمل تشيلسي — المملوك من صناديق استثمار — ثلاثية الانتصارات الإنجليزية، بتفوقه الساحق 4-1 على دجورغاردن، الفريق السويدي المتواضع الذي يمثل صوت الجماهير. ملعب اصطناعي آخر لم يكن عائقًا أمام فريق إنزو ماريسكا، الذي داس على خصمه كأن شاحنة “سكانيا” مرت فوق سنجاب. من الواضح أن “كأس التنك” لم يعد مأوى للضعفاء، بل حلبة جديدة لهيمنة الأغنياء.
ساوثهامبتون والتعاسة المطلقة: نكتة نبيلة
في زاوية أكثر عبثية، نقلت الكاميرات تعليق المدرب المؤقت لساوثهامبتون، سايمون راسك، وهو يعلق بسخرية على فشل فريقه في التحسن: “لو كنا سنصبح فريقًا صلبًا في سبع مباريات، فربما كنت أستحق نوبل للسلام أيضًا.”
مفارقات نهائي محتمل: الفاشل ضد العاجز
في رسائل القراء اليومية، كتب أحدهم مازحًا أن نهائي “كأس الفازة” بين توتنهام ومانشستر يونايتد سيكون “صدامًا بين فريق لا يستطيع الفوز وآخر لا يريد ذلك”. وربما تكمن كل دراما الموسم الأوروبي في هذه المفارقة.
حين تتحول الذكريات إلى فوضى جميلة
وسط كل هذا، لا تزال جماهير الكرة تأمل بشيء من الفوضى الجميلة: لاعب ينزلق أثناء تنفيذ ركلة جزاء، دموع، هفوات تحكيمية، واحتفالات مبالغ بها. فحتى في عصر الهيمنة والمال، تظل لحظات الانكسار غير المتوقعة هي ما يصنع ذاكرة اللعبة.