عربي وعالمي

زيارة ترمب إلى الرياض: تحالفات الظل ورسائل القوة في قلب الشرق الأوسط

ترمب يطرق أبواب الخليج مجددًا

عاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة أثارت جدلًا واسعًا وفتحت الباب أمام قراءات متعددة في توقيتها، خلفياتها، وما يمكن أن تتركه من بصمات على المشهد الإقليمي والدولي.

الزيارة التي تمت خارج الإطار الرسمي للحكومة الأميركية، بدت كأنها تحمل رسائل أبعد من كونها مجرد لقاءات دبلوماسية أو علاقات شخصية، بل بدت كتحرك محسوب في لحظة سياسية حساسة، سواء على مستوى الانتخابات الأميركية المقبلة أو توازنات القوى في الشرق الأوسط.

زيارة خاصة بأبعاد غير عادية

رغم غياب الطابع الرسمي عن زيارة ترمب، فإن استقبال الرياض له عكس اهتمامًا سعوديًا واضحًا، وحرصًا على التعامل مع هذه الزيارة كحدث سياسي رفيع المستوى.

بدءًا من البروتوكولات غير المعلنة، مرورًا بلقاءات مغلقة، وانتهاءً بتغطية إعلامية محسوبة بدقة، بدا أن هناك ما هو أكبر من مجرد زيارة رئيس سابق.

الزيارة تأتي في وقت يحاول فيه ترمب إعادة رسم صورته الدولية قبيل الانتخابات الرئاسية لعام 2025، مستفيدًا من علاقاته السابقة مع قادة المنطقة، وعلى رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

لقاء ترمب ومحمد بن سلمان: رسائل من خلف الأبواب المغلقة

التقى ترمب بولي العهد السعودي في قصر اليمامة، في جلسة مغلقة استغرقت أكثر من ساعتين، وصفها مراقبون بأنها محورية في فهم مسار العلاقات المستقبلية.

مصادر مطلعة كشفت عن محاور رئيسية تم تداولها خلال اللقاء، أبرزها:

التحالف الأميركي – السعودي في مرحلة إعادة التشكيل

تسعى الرياض لتأمين علاقات مستقرة وأكثر وضوحًا في حال عاد ترمب إلى الحكم، بينما يعمل الأخير على تعزيز صورته كشريك ثابت للمصالح الخليجية، خلافًا للإدارة الحالية.

التصعيد الإيراني والملف النووي

الجانبان ناقشا تطورات الملف الإيراني، لا سيما التهديدات الأخيرة في الخليج، مع بحث الدور الذي يمكن أن تلعبه واشنطن في حال حدوث تحولات دراماتيكية في المنطقة.

شراكات اقتصادية تحت مظلة “رؤية 2030”
تم التطرق إلى إمكانية تعزيز التعاون الاقتصادي، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي، بما يتماشى مع مشاريع التنمية السعودية الطموحة.

كلمة ترمب في منتدى الاستثمار: إشادة بالسعودية وتلميحات انتخابية

في كلمة ألقاها خلال منتدى استثماري خاص، نظّمته جهة سعودية مرموقة، وصف ترمب السعودية بأنها “قوة اقتصادية عالمية صاعدة”، قائلاً: “السعودية اليوم ليست فقط دولة نفط، بل أصبحت عقلًا اقتصاديًا عالميًا، وأنا فخور بعلاقتي القوية بقادتها.”

الكلمة لاقت تفاعلًا واسعًا من الحضور، واعتُبرت رسالة موجهة للداخل الأميركي والخارج مفادها أن ترمب لا يزال يمتلك مفاتيح العلاقات الدولية، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط.

تحليلات ما وراء الزيارة: لماذا الآن؟

يرى محللون أن ترمب يهدف من زيارته إلى:

تعزيز صورته الدولية كزعيم قادر على الحفاظ على علاقات استراتيجية متينة خارج الإطار الرسمي.

استعادة ذاكرة الناخب الأميركي عبر تذكيره بصفقة الأسلحة التاريخية التي أبرمها مع السعودية في 2017.

كسب دعم ضمني من شركات ولوبيات اقتصادية لها مصالح عميقة في المنطقة.

في المقابل، تُعد السعودية هذه الزيارة ورقة توازن، ورسالة للبيت الأبيض مفادها أن علاقاتها ليست حكرًا على إدارة بعينها، بل مع من يفهم مصالحها جيدًا.

ما بعد الزيارة: رسائل الرياض إلى العالم

السياسة لا تُقاس فقط بالمواقف الرسمية، بل أيضًا بالحراك غير المعلن واللقاءات التي لا تُنقل على الهواء.

وزيارة ترمب، رغم كونها خاصة، حملت دلالات استراتيجية، ورسائل لا تخطئها العين، مفادها أن الرياض تعرف متى تصنع الحدث، ومتى تترك العالم يترقب خطوتها القادمة.

هل ستكون هذه الزيارة تمهيدًا لتحالف جديد؟ أم مجرد ورقة ضغط انتخابية؟

الأسابيع المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة. لكن المؤكد أن الشرق الأوسط عاد ليكون في قلب المعادلة الانتخابية الأميركية، وأن السعودية لا تزال رقماً صعبًا لا يمكن تجاوزه.

خلود عاشور

خلود عاشور خريجة كلية دار العلوم، تمتلك خبرة واسعة في مجال الصحافة الإلكترونية، حيث عملت في عدة مواقع متخصصة، وركزت بشكل أساسي على تغطية أخبار وقضايا التعليم. تمتاز بأسلوبها التحليلي وقدرتها على تبسيط المعلومات المعقدة للقراء، مما جعلها مصدرًا موثوقًا في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى