عربي وعالمي

ترامب يتعهد بإرسال أسلحة إضافية لأوكرانيا رغم تحفظات البنتاغون الرسمية

تصريحات الرئيس الأمريكي تكشف انقسامًا داخليًا حول أولويات الدعم العسكري لكييف

في خطوة تُعد تحوّلًا لافتًا في سياسة الدعم العسكري الأمريكي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن بلاده سترسل مزيدًا من الأسلحة إلى أوكرانيا، بالرغم من القرار الأخير لوزارة الدفاع (البنتاغون) بتجميد بعض شحنات الأسلحة الحساسة، بحجة الحاجة إلى الحفاظ على المخزونات الاستراتيجية. ويأتي هذا الإعلان في لحظة تشهد فيها الحرب تصعيدًا غير مسبوق من جانب روسيا، التي كثفت من هجماتها الجوية وحققت تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا في شرق أوكرانيا.

دعم “دفاعي” يتجاوز قيود “أمريكا أولًا”

أكد ترامب في تصريحات صحفية: “سنرسل مزيدًا من الأسلحة. عليهم أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم”. وأضاف أن هذه المساعدات ستكون ذات طبيعة “دفاعية بحتة”، في ضوء الضربات العنيفة التي تتعرض لها أوكرانيا مؤخرًا. ويُعد هذا الإعلان خروجًا على توجه البنتاغون الذي أوقف المساعدات ضمن مراجعة لسياسة “أمريكا أولًا” الهادفة إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات العسكرية الداخلية.

شحنات استراتيجية توقفت في وقت حرج

تجميد المساعدات الأمريكية تزامن مع تصعيد روسي كبير تمثل في هجوم جوي واسع على العاصمة كييف، تبعته أكبر موجة من الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ منذ اندلاع الحرب. وأكدت مصادر أمريكية أن الشحنات المجمدة شملت أنظمة صواريخ حساسة مثل PAC-3 (باتريوت)، وصواريخ ستينغر المحمولة، وصواريخ AIM لأنظمة الدفاع الجوي ناسامز، إضافة إلى ذخائر لطائرات إف-16.

تقدم روسي يُحرّك الحسابات الأمريكية

بعد يومين فقط من قرار التجميد، كثّفت القوات الروسية عملياتها البرية والجوية، وحققت اختراقات مهمة على الجبهات الشرقية، في أسرع وتيرة منذ نوفمبر الماضي. وأصبحت عدة مواقع أوكرانية مهددة، ما دفع إدارة ترامب إلى إعادة تقييم الموقف وتقديم دعم عسكري نوعي لاحتواء التقدم الروسي.

تباين في الرؤى بين البيت الأبيض والبنتاغون

بينما يصر البنتاغون على مراجعة مستويات الجاهزية الدفاعية الوطنية وتأجيل تسليم المساعدات، بدا ترامب أكثر استعدادًا لاتخاذ قرارات مباشرة بشأن الدعم، مستندًا إلى تطورات الميدان الأوكراني وعلاقته المتجددة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، ما يعكس تباينًا ضمنيًا في المواقف بين المؤسستين.

كييف تتجه للشراء المباشر وتكثف اتصالاتها

كشف الرئيس الأوكراني زيلينسكي عن استعداد بلاده لشراء أنظمة باتريوت الأمريكية بشكل مباشر، في محاولة للالتفاف على تعقيدات الدعم العسكري الرسمي. وجاء ذلك خلال مكالمة هاتفية مع ترامب تناولت التطورات الأخيرة على خطوط الجبهة وتصاعد الهجمات الروسية.

توازن دقيق بين الداخل والخارج

يعكس القرار الأمريكي الأخير تداخل الحسابات السياسية الداخلية والخارجية؛ إذ يسعى ترامب للحفاظ على صورته كزعيم يحمي مقدرات بلاده، دون أن يُضعف موقف واشنطن الدولي، خصوصًا في ظل اقتراب قمة حلف الناتو التي ستناقش مستقبل الدعم لأوكرانيا.

وزارة الدفاع تلتزم الصمت

رغم تصريحات ترامب، لم يصدر أي تأكيد رسمي من البنتاغون بشأن استئناف شحنات الأسلحة حتى الآن. واكتفت الوزارة بإعادة التأكيد على أهمية تقييم أثر أي دعم خارجي على قدرات الدفاع الوطني.

من يملك الكلمة العليا في القرار العسكري؟

تصريحات ترامب الأخيرة بدت كتدخل مباشر في مسار السياسة الدفاعية، ما يطرح تساؤلات حقيقية حول حدود الصلاحيات بين البيت الأبيض والبنتاغون، لا سيّما في ظل تكرار الخلافات بشأن ملفات كأوكرانيا، تايوان، وصفقات الأسلحة المستقبلية.

اقرا ايضا:

الجارديان: ترامب يدافع بشراسة عن بولسونارو ويصف محاكمته في البرازيل بـ”حملة مطاردة ساحرات

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى