عربي وعالمي

"المملكة المتحدة تطلق طائرة تشويش جديدة تمهد لحقبة الطائرات المرافقة بدون طيار".

طائرة StormShroud البريطانية تعزز القدرات الإلكترونية وتدعم الطائرات المقاتلة في المعارك الجوية

في تطور لافت يجمع بين الذكاء الاصطناعي والطائرات غير المأهولة، أعلنت المملكة المتحدة عن تشغيل طائرة التشويش الجديدة StormShroud. صُممت هذه الطائرة خصيصًا لاختراق الأجواء المعادية قبل دخول المقاتلات البريطانية من طراز F-35 وتايفون، بهدف تعطيل أو تشويش أنظمة الرادار المعادية، ما يمهد الطريق لهيمنة جوية أكثر أمانًا وفعالية.

ثورة في الحرب الإلكترونية الجوية

تعتمد StormShroud على منصة الطائرة بدون طيار AR3 التي تنتجها شركة Tekever البريطانية-البرتغالية، والتي أثبتت فعاليتها في ساحات القتال مثل أوكرانيا. يبلغ مدى هذه الطائرة 100 كيلومتر، وتزن حوالي 25 كغم، وتستطيع التحليق لمدة تصل إلى 16 ساعة بسرعة تبلغ 90 كم/ساعة، ما يجعلها مثالية للمهام الطويلة والمعقدة.

نظام BriteStorm: درع إلكتروني متقدم

تحمل الطائرة نظام التشويش الإلكتروني المتطور BriteStorm من شركة Leonardo UK. يستخدم هذا النظام تقنية إعادة تشكيل الترددات الراديوية رقميًا (DRFM)، لالتقاط إشارات الرادار المعادية وخداعها من خلال توليد أهداف وهمية، توحي بوجود طائرات حربية غير موجودة فعليًا في السماء.

مرحلة استراتيجية جديدة بدون طواقم مأهولة

أوضحت الحكومة البريطانية أن تشغيل StormShroud يمنح سلاح الجو الملكي قدرات متقدمة في الحرب الإلكترونية دون الحاجة لطواقم بشرية، مما يسمح بتوظيف العنصر البشري في المهام الأكثر حساسية وخطورة. واعتبر قائد سلاح الجو، المارشال ريتش نايتون، أن هذه الخطوة تمثل “لحظة محورية” للحفاظ على التفوق الجوي البريطاني.

استثمارات ضخمة لتعزيز الصناعات الدفاعية

تم رصد مبلغ مبدئي قدره 19 مليون جنيه إسترليني للمشروع، مع خطط لإنتاج مئات الطائرات خلال عام 2025 داخل المملكة المتحدة. وتخطط شركة Tekever لاستثمار إضافي قدره 400 مليون جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، ما قد يؤدي إلى توفير نحو 1000 فرصة عمل جديدة في القطاع الدفاعي عالي التقنية.

أداة قابلة للتضحية في سبيل حماية الأصول المهمة

تزن وحدة التشويش BriteStorm 2.5 كغم فقط – بحجم يقارب ست علب مشروب غازي – ما يجعلها قابلة للتركيب على طائرات خفيفة وسريعة. رغم إمكانية إعادة استخدامها، فإن تصميمها يتيح التضحية بها في المعارك إذا اقتضت الحاجة، بهدف حماية الطائرات المأهولة الأكثر أهمية.

تطوير متسارع مستوحى من تجربة أوكرانيا

أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن دروس الحرب في أوكرانيا كانت دافعًا لتسريع تطوير هذا النوع من الأنظمة. فقد تم تسليم أول دفعة من النظام خلال عام فقط من تقديم طلب القدرة العاجلة، ما يمثل خرقًا كبيرًا للجدول الزمني المعتاد في تطوير التقنيات العسكرية.

نحو مستقبل تهيمن فيه الطائرات غير المأهولة

يُعد مشروع StormShroud بداية تحول كبير في التفكير العسكري الجوي، حيث تتكامل الطائرات بدون طيار والأنظمة الذكية لمرافقة الطائرات المقاتلة وتوفير الحماية لها. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من التحضير لتنفيذ برنامج GCAP المشترك بين المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، الذي يسعى لتطوير أسراب طائرات مرافقة ذكية تعمل جنبًا إلى جنب مع الطيارين في ساحات المعركة المستقبلية.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى