الاقتصاد

كوينباس في مواجهة التحديات: صراع البقاء في عالم الكريبتو المتغير

تشهد بورصة العملات الرقمية “كوينباس” واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا منذ تأسيسها عام 2012، إذ ورغم تحقيقها مكاسب قياسية في البورصة بدعم من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المواتية للعملات المشفرة، فإن هيمنتها التاريخية على السوق باتت مهددة مع دخول منافسين جدد من وول ستريت والمؤسسات المالية الكبرى.

الارتفاع القياسي لسهم كوينباس

في الأشهر الماضية، ارتفع سهم كوينباس بأكثر من 70% منذ انتخابات نوفمبر، ما رفع قيمتها السوقية إلى نحو 83 مليار دولار، متجاوزة شركات كبرى مثل “باي بال”. وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بتعيين إدارة ترامب لمشرعين ومراقبين ماليين يتبنون نهجًا أكثر انفتاحًا تجاه قطاع الكريبتو، إضافة إلى تشريع بارز مرّره الكونغرس لتنظيم عمل “الستيبلكوينز” بما يفتح الباب أمام تدفق مليارات الدولارات من مؤسسات الاستثمار الأمريكية.

التحديات أمام كوينباس

لكن خلف هذه الطفرة، تبرز ملامح معركة شرسة. فإيرادات كوينباس ما تزال معتمدة بدرجة كبيرة على رسوم التداول، وهي إيرادات شديدة التذبذب ترتبط مباشرة بموجات الصعود والهبوط في سوق العملات الرقمية. وفي ظل دخول بورصات آسيوية جديدة بأسعار منافسة، وتراجع نتائج الربع الثاني عن توقعات السوق، تراجعت أسهم الشركة بنحو 15% منذ يوليو، ما يعكس هشاشة مركزها أمام التحديات المتصاعدة.

تهديدات في قطاع خدمات الحفظ

إلى جانب ذلك، تواجه الشركة تهديدًا مباشرًا في قطاع خدمات الحفظ (Custody) حيث تحتفظ بأصول صناديق بيتكوين تتجاوز قيمتها 100 مليار دولار. فمع مناقشة تشريعات جديدة في واشنطن قد تسمح لمؤسسات كبرى مثل “ستيت ستريت” و”بنك نيويورك ميلون” بالدخول إلى المجال، تبدو كوينباس في سباق مع الزمن للحفاظ على موقعها كمزود رئيسي لهذه الخدمات.

استراتيجية كوينباس للتوسع

في المقابل، تراهن كوينباس على تنويع أنشطتها بعيدًا عن التداول التقليدي. فقد استحوذت في مايو الماضي على منصة المشتقات الرقمية “ديربيت” مقابل 2.9 مليار دولار، في صفقة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ القطاع. كما توسعت في خدمات التمويل للشركات الصغيرة والمتوسطة، وأطلقت مبادرات جديدة في مجالات “الستيكينغ”، والتمويل اللامركزي، بل وتسعى للحصول على موافقة هيئة الأوراق المالية الأمريكية لتقديم تداول الأسهم المرمّزة، في خطوة تضعها في مواجهة مباشرة مع شركات مثل “روبن هود”.

 

نقطة الضعف: الاعتماد على البيتكوين

مع ذلك، يظل ارتباط كوينباس العضوي بالبيتكوين نقطة ضعف رئيسية. فالمحللون يرون أن أي هبوط حاد في سعر العملة الرقمية سينعكس فورًا على حجم تداولات الشركة وقيمة أسهمها. وهذا يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على بناء نموذج أعمال أكثر استدامة بعيدًا عن تقلبات السوق.

التحدي المستقبلي لكوينباس

في النهاية، تبدو كوينباس عالقة بين مكاسب سياسية مؤقتة وحتمية دخول منافسين كبار مدفوعين بنفس الحوافز. نجاحها في المرحلة المقبلة سيتوقف على مدى قدرتها على الانتقال من كونها بورصة عملات مشفرة إلى مؤسسة مالية شاملة تستطيع الربط بين وول ستريت وعالم الكريبتو.

اقرا ايضا

مدبولي يعلن عن خطة شاملة لتعزيز السياحة في مصر وتنميتها 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى