عربي وعالمي

ملف ابستين يطارد إدارة ترامب مجددا… والانقسام داخل معسكر ماغا يتفاقم

"صراع داخلي يعصف بثقة أنصار ترامب"

رغم مرور سنوات على وفاته، لا يزال اسم الملياردير الأمريكي الراحل جيفري إبستين يشكل صداعًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب، إذ تجد نفسها الآن محاصرة بنظريات المؤامرة التي ساهم بعض أركانها في ترويجها سابقًا، لتتحول إلى عبء داخلي يعصف بالثقة داخل تيار “ماغا” الشعبوي.

من نظريات المؤامرة… إلى مأزق رسمي

خلال الأعوام التي سبقت عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تبنّى العديد من شخصيات تيار “ماغا” – بينهم نواب ومسؤولون حاليون – نظريات مؤامرة حول إبستين، مدّعين أن هناك “قائمة عملاء” تضم شخصيات نافذة متورطة في شبكة الاستغلال الجنسي التي أدارها إبستين، وأن الدولة العميقة تتستر على هذه المعلومات.

 

لكن بعد أن أصبحوا هم أنفسهم “الدولة”، كان عليهم الاعتراف بعدم وجود هذه القائمة. ففي 7 يوليو، أعلنت وزارة العدل الأمريكية أنه لا توجد معلومات سرية مخفية حول وفاة إبستين أو عن قائمة مزعومة لعملائه – وهي تصريحات لم تُقنع المتشككين، بل غذّت شكوكهم.

إدارة ترامب في مواجهة أنصارها

الأزمة الحالية داخل الإدارة لا تكمن فقط في مضمون القضية، بل في تكرار التناقضات. فالرئيس ترامب يمتلك قدرة نادرة على قول الشيء ونقيضه دون أن يخسر تأييد قاعدته. لكن هذه المهارة لا تنطبق على مساعديه، الذين يواجهون الآن تمردًا صامتًا من القاعدة اليمينية.

 

ومن بين أبرز المتورطين، بام بوندي، وزيرة العدل الحالية، التي ادعت علنًا في فبراير أن لديها “قائمة إبستين” على مكتبها، بل وجهت دعوات لمؤثرين من تيار ماغا لحضور “المرحلة الأولى” من كشف الملفات داخل البيت الأبيض – لكنها لم تقدّم أي معلومات جديدة.

 

غضب داخلي وانتقادات من الحلفاء

الإحباط داخل معسكر ماغا بدأ يظهر بوضوح. الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لوومر – المعروفة بعلاقاتها المباشرة مع ترامب – طالبت بإقالة بوندي، بينما شنّت شخصيات أخرى حملة تشكيك في مصداقية الإدارة. وحتى الملياردير إيلون ماسك، الذي كان سابقًا مستشارًا غير رسمي للرئيس، أشار إلى أن السبب في عدم نشر المزيد من الوثائق قد يكون أن اسم ترامب نفسه مذكور فيها.

ترامب يراوغ… مجددًا

علاقة ترامب بإبستين معروفة منذ الثمانينات، حيث كانا جيرانًا وأصدقاء لفترة. وفي عام 2002، وصف ترامب إبستين بأنه “رجل رائع”، ثم عاد وقال في 2019 بعد اعتقال إبستين: “لم أكن من معجبيه”.

وعندما سُئل الرئيس قبل أيام عن ردّه على تصريحات بام بوندي، أجاب متذمرًا:

“ما زلتم تتحدثون عن جيفري إبستين؟ عن هذا الشخص المقزز؟ هذا أمر لا يُصدق”.

انكشاف لعبة التلاعب

يبدو أن فريق ترامب، الذي اعتاد استخدام نظريات المؤامرة لتأجيج الحماس السياسي، وجد نفسه ضحية لتلك الاستراتيجية. فعندما كانت “الدولة العميقة” عدوًا وهميًا، كان يمكن التلاعب بها بسهولة. لكن عندما أصبحوا هم الدولة، انقلب السحر على الساحر.

 

هل تؤثر القضية على ولاء القاعدة؟

حتى الآن، لا يبدو أن هذه الضجة تهدد موقف ترامب الانتخابي. لكنه يخشى – بحسب مقربين – أن يؤدي تركيز الإعلام على علاقته السابقة بإبستين إلى إضعاف صورته بين بعض قواعده، خصوصًا المحافظين المتدينين.

 

خاتمة: مؤامرة بلا نهاية

رغم تأكيدات الحكومة بعدم وجود معلومات مخفية، فإن خطاب “الشك” ما زال حاضرًا بقوة. ومثل كل القصص الغامضة التي تعيش في ظلال السياسة الأمريكية، سيبقى ملف إبستين ورقة مشتعلة بيد خصوم ترامب… وأحيانًا بيد أنصاره أيضًا.

اقرأ أيضاً

اليابان وكوريا الجنوبية تتمسكان بالتفاوض بعد قرار ترامب تأجيل الرسوم:هامش ضيق وفرص محدوده

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى