أستراليا تكشف عن سلاح الليزر عالي الطاقة Apollo لمواجهة الطائرات المسيّرة

أعلنت شركة Electro Optic Systems (EOS) الأسترالية عن الاسم والإمكانات الموسعة لسلاحها الليزري عالي الطاقة الجديد، المعروف باسم Apollo، في خطوة مهمة نحو تعزيز تقنيات الأسلحة الموجهة بالطاقة مع تصاعد الحاجة العالمية لمواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيّرة.
قدرات سلاح Apollo
كشف البيان الصادر عن EOS قبل معرض الدفاع الدولي DSEI 2025 في لندن، أن سلاحها الليزري الجديد ينتمي إلى فئة 100 كيلوواط عالية الطاقة، وقابل للتوسع حتى 150 كيلوواط. وقد صُمم Apollo للتعامل مع الطائرات المسيّرة الصغيرة والمتوسطة، المعروفة بفئة Group 1–3، والتي تمثل غالبية الطائرات المسيّرة التكتيكية المستخدمة حاليًا في العمليات العسكرية حول العالم.
يصف القائمون على EOS السلاح بأنه قادر على تنفيذ اعتراضات بسرعة الضوء، مع تغطية بزاوية 360 درجة، وقدرة على الاعتراض الرأسي، بالإضافة إلى إجراء ما يصل إلى 200 اعتراض مخزن عند العمل بشكل مستقل عن مصادر الطاقة الخارجية.
الصفقات والتصدير
في أغسطس 2025، أعلنت EOS عن توقيعها أول عقد تصدير عالمي لسلاح ليزر فئة 100 كيلوواط مع دولة عضو في حلف الناتو، وهو ما يمثل إنجازًا مزدوجًا: تعزيزًا لصادرات الدفاع الأسترالية، ومؤشرًا على تحول عالمي نحو اعتماد أسلحة الليزر عالية الطاقة في التطبيقات الميدانية.
وقال الدكتور أندرياس شفير، الرئيس التنفيذي لمجموعة EOS: “طورنا سلاحنا الليزري لتلبية الحاجة الملحة والدفاعية المتزايدة ضد هجمات أسراب الطائرات المسيّرة، مع تقديم حل اقتصادي مقارنة بالطرق التقليدية.” وأضاف أن هناك اهتمامًا دوليًا متزايدًا بأسلحة الطاقة الموجهة، وأن Apollo سيصبح جزءًا مركزيًا من الدفاع ضد الطائرات المسيّرة في المستقبل القريب.
التكنولوجيا والمرونة التشغيلية
يتميز Apollo بأنه خالي من قيود ITAR، ويخضع بالكامل لسيطرة EOS، وهو ما يمثل ميزة استراتيجية في التعاون مع الشركاء الأجانب الراغبين في تخصيص أو صيانة النظام بشكل مستقل. كما يمكن نشر السلاح في عدة تكوينات تشغيلية، سواء على شكل وحدات حاوية أو مركبات متحركة، ويتوافق مع أنظمة القيادة والسيطرة والدفاع الجوي المتكاملة التابعة لحلف الناتو.
وأشار الدكتور شفير إلى أن Apollo يمكن أن يعمل بشكل مستقل أو كجزء من بنية دفاعية متعددة الطبقات، بالتوازي مع منصات السلاح الكينيتيكية مثل محطة السلاح عن بعد Slinger، وأنظمة الصواريخ التقليدية، ما يزيد من مرونة الدفاع والتكامل مع القدرات الدفاعية الحالية.
أهمية سلاح Apollo في مواجهة الطائرات المسيّرة
شهدت الطائرات المسيّرة تحولًا سريعًا من أدوار الاستطلاع إلى منصات ضربة دقيقة وفعالة من حيث التكلفة، وأصبح انتشار أسراب الطائرات المسيّرة، وأنماط طيرانها غير المتوقعة، والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، يجعل الاعتراضات التقليدية مكلفة وغالبًا غير كافية.
هنا يظهر دور أسلحة الطاقة الموجهة مثل Apollo، التي توفر زمن استجابة شبه فوري وتكلفة منخفضة لكل اعتراض مقارنة بالوسائل التقليدية، كما تمكن القوات من الدفاع عن المواقع الثابتة أو المتحركة ضد تهديدات كثيفة ومتطورة دون الاعتماد على ذخائر تقليدية باهظة الثمن.
الاتجاهات المستقبلية
مع ازدياد التهديدات الجوية الصغيرة، تتوقع EOS أن تصبح أسلحة الليزر عالية الطاقة جزءًا أساسيًا من البنية الدفاعية لكل دولة، خصوصًا مع تفاقم استخدام الطائرات المسيّرة في النزاعات الحديثة، من الشرق الأوسط إلى مناطق بحرية استراتيجية حول العالم.
كما يسلط إطلاق Apollo الضوء على قدرة الصناعات الدفاعية الأسترالية على تقديم تكنولوجيا متقدمة ومتكاملة للأسلحة الموجهة بالطاقة، وتعزيز مكانتها في السوق الدفاعي الدولي، وسط سباق عالمي لتطوير حلول فعالة من حيث التكلفة، قادرة على مواجهة التحديات الميدانية الحديثة.