الجيش الإسرائيلي يعلن مرحلة جديدة من عملية “عربات جدعون” في غزة

أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، خلال زيارة ميدانية إلى قطاع غزة، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ مرحلة جديدة من عملية “عربات جدعون”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية ستشهد تصعيداً على المستويات كافة، براً وبحراً وجواً.
تعميق الضربات واستراتيجية “متوازنة”
وأوضح زامير في تصريحاته أن الجيش “سيواصل تعميق ضرباته ضد حركة حماس داخل مدينة غزة”، مؤكداً أن القيادة العسكرية وضعت خطة للعمل وفق “استراتيجية ذكية ومسؤولة ومتوازنة”، بحسب تعبيره. وأضاف أن العملية المقبلة تهدف إلى توجيه ضربات قوية ومركزة من شأنها إضعاف قدرات حماس العسكرية واللوجستية.
اجتماع مع قيادة الجنوب ومصادقة على الخطط
وفي السياق ذاته، عقد زامير اجتماعاً موسعاً مع قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، خُصص لمراجعة ومصادقة الخطط العملياتية الخاصة بـ احتلال مدينة غزة. وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الخطة لا تقتصر على إخلاء سكان المدينة، بل تشمل أيضاً استكمال تطويقها بالكامل وتحقيق سيطرة عملياتية داخلها، تمهيداً لبدء التوغل البري نحو قلب المدينة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
مواقف حماس وتحذير من “التهجير القسري”
من جانبها، حذرت حركة حماس من أن الخطط الإسرائيلية الجديدة تمثل “موجة تهجير جديدة تستهدف مئات الآلاف من سكان مدينة غزة والنازحين إليها”. وقالت الحركة في بيان رسمي إن الحديث عن إدخال خيام إلى جنوب القطاع “تحت عناوين إنسانية” ما هو إلا “تضليل مكشوف يهدف إلى تسويق عمليات الترحيل القسري”.
وأضاف البيان أن خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته “تكشف عن نوايا حقيقية لإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى عبر اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه”.
ترتيبات إنسانية مثيرة للجدل
ووفق ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن الخطة العسكرية تتضمن إخلاء السكان المدنيين من مدينة غزة، وهو ما يفرض على الجيش البحث عن أماكن جديدة لاستيعابهم. وبحسب التقرير، فإن المناطق الإنسانية الحالية لم تعد قادرة على استيعاب مئات آلاف النازحين، ما سيضطر الجيش إلى إعادة الانتشار والتخلي عن أجزاء من الأراضي التي يسيطر عليها في جنوب القطاع لتحويلها إلى “منطقة إنسانية جديدة”.
استعدادات عسكرية واسعة
على المستوى الميداني، كشفت الإذاعة أن العملية المقبلة ستشهد مشاركة ما لا يقل عن أربع فرق عسكرية إسرائيلية، إلى جانب استدعاء وحدات من قوات الاحتياط لتعزيز القوات المنتشرة بالفعل في القطاع. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ لتسريع الجدول الزمني للعملية العسكرية، في ظل تقديرات بأن المعارك داخل مدينة غزة ستكون أكثر تعقيداً وشراسة من المراحل السابقة.
تصعيد يفاقم الأزمة الإنسانية
ويرى مراقبون أن التوجه الإسرائيلي نحو احتلال مدينة غزة بشكل كامل من شأنه أن يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة بالفعل، في ظل تردي الأوضاع المعيشية ونقص الموارد الأساسية للسكان. كما يثير الحديث عن “إخلاء واسع النطاق” مخاوف من تكرار سيناريوهات التهجير الجماعي التي سبق أن شهدتها مناطق أخرى في القطاع.
خلاصة
بهذا التصعيد الجديد، تدخل العمليات الإسرائيلية في غزة مرحلة أكثر حساسية، وسط تحذيرات من أن أي عملية برية موسعة داخل المدينة ستؤدي إلى كارثة إنسانية، فيما تصر القيادة الإسرائيلية على المضي قدماً في خططها، معتبرة أن “السيطرة العملياتية الكاملة على غزة” هي السبيل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.