عربي وعالمي

جونسون ينجح في توحيد الجمهوريين لتمرير مشروع ترامب الضريبي الشامل الأكبر

تفاهم استراتيجي بين جونسون وترامب يعزز وحدة الحزب رغم الانقسامات

في لحظة نادرة من الوحدة داخل مجلس النواب الأميركي، تمكن رئيس المجلس، مايك جونسون، من تحقيق ما كان يعتبر صعبًا، وهو توحيد صفوف الجمهوريين خلف مشروع قانون ضريبي ضخم يُعرف باسم “مشروع القانون الكبير الجميل”، الذي يمثل أولوية تشريعية للرئيس دونالد ترامب.

مناورة بارعة وسط انقسام حزبي

على الرغم من الأغلبية الهشة التي يمتلكها الجمهوريون في مجلس النواب، وهي الأقل خلال نحو قرن، لم يعارض المشروع سوى نائبين جمهوريين فقط، فيما صوت رئيس تكتل الحرية، آندي هاريس، بـ”حاضر” بعد تعرضه لضغوط مباشرة من ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض. ووصف جونسون نجاح تمرير المشروع بأنه نتيجة “القيادة والتكاتف”، مبرزًا دور ترامب كأقوى وأذكى رئيس في العصر الحديث.

تفاهم عميق بين ترامب وجونسون

عمل جونسون وترامب عن قرب على مدار أشهر، حيث قادا حملة ضغط منسقة لحشد الدعم الجمهوري. وفي الأيام الأخيرة قبل التصويت، زاد ترامب من لهجته محذرًا من التلاعب ببرنامج “ميديكيد”، مخاطبًا المترددين مباشرة، بينما حافظ جونسون على أسلوب هادئ ومرن. هذا التناغم بين “الشرطي السيئ” و”الشرطي الطيب” ساهم في تهدئة الخلافات بين المعتدلين والمحافظين.

بنود المشروع: هدايا ضريبية للأثرياء واقتطاعات اجتماعية

يمدد المشروع التخفيضات الضريبية الكبرى التي تم تطبيقها في ولاية ترامب الأولى، ويعزز وعودًا انتخابية مثل إعفاء البقشيش والأجور الإضافية من الضرائب. لكن هذه التخفيضات ستكلف الخزانة الأمريكية حوالي 2.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، حسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، وستُموّل جزئيًا من خلال خفض برامج الحماية الاجتماعية بما فيها “ميديكيد”.

تحديات تنتظر في مجلس الشيوخ

على الرغم من نجاح تمرير المشروع في مجلس النواب، يواجه المشروع تحديات في مجلس الشيوخ حيث يتوقع تعديل النص، ما قد يهدد التوافق الذي تحقق في الغرفة الأولى. الجمهوريون المعتدلون يأملون في إزالة بعض البنود المحافظة، في حين يحذر الصقور الماليون من أن هذه التعديلات قد تفقدهم الدعم للمشروع في التصويت القادم.

توترات اللحظة الأخيرة وصلاة في المصلى

كشف جونسون أنه لجأ إلى الصلاة في كنيسة الكابيتول عندما بدأت المفاوضات تواجه خطر الانهيار الأسبوع الماضي، مؤكدًا أن “العمل الجماعي والتوجيه الإلهي” كانا سبب النجاح. وكان ترامب قد عاد من جولة خارجية ليقود بنفسه مرحلة الحسم، داعيًا إلى عدم تفويت الفرصة، وموجهًا تحذيرًا صارمًا للمعارضين قائلاً: “كفى غباء، أنجزوا المهمة”.

تحالف استراتيجي جديد

يُعتبر التنسيق الوثيق بين جونسون وترامب خطوة تتجاوز دور زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثيون، الذي كان يفضل فصل الملفات (الضرائب والهجرة والطاقة) إلى مشاريع منفصلة. لكن جونسون أقنع الرئيس بدمجها في حزمة واحدة، مما سرّع المفاوضات وأظهر تماسك الجمهوريين في مجلس النواب.

خاتمة مؤقتة لمعركة طويلة

بينما يحتفل الجمهوريون في الكابيتول بهذا الإنجاز التشريعي المنتظر، لا تزال المعركة في بداياتها. ترامب يركز على تمرير المشروع في مجلس الشيوخ دون تغييرات جوهرية، في حين يستعد جونسون لجولة جديدة من المفاوضات المعقدة، محافظًا على الثقة التي بناها داخل حزبه ومع البيت الأبيض. ولأول مرة منذ وقت طويل، يبدو أن الجمهوريين بقيادة جونسون وبتوجيه مباشر من ترامب اكتشفوا وصفة العمل الجماعي، ولو كانت مؤقتة.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى