حوادث وقضايا

قناه السويس تستعد للانتعاش من جديد مع تعافي حركة التجارة العالمية

عودة قوية مرتقبة لقناة السويس مع تصاعد حركة التجارة الدولية

بعد فترة من التحديات الاقتصادية والتباطؤ في حركة النقل البحري العالمي نتيجة أزمات متعاقبة أبرزها جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، بدأت مؤشرات الانتعاش التجاري تظهر على الساحة الدولية، ما ينعكس إيجابًا على قناة السويس، الشريان الملاحي الأهم في العالم. وتشير بيانات الشحن العالمي إلى زيادة ملحوظة في الطلب على النقل البحري وعودة حركة السفن إلى مستويات ما قبل الأزمات، ما يعزز توقعات تعافي إيرادات القناة تدريجيًا خلال النصف الثاني من عام 2025

الهيئة ترفع جاهزيتها لمواكبة الطفرة المتوقعة

في ظل هذه المؤشرات الإيجابية، أعلنت هيئة قناة السويس عن خطة شاملة لرفع كفاءة المجرى الملاحي وزيادة جاهزيته لاستقبال الزيادة المتوقعة في أعداد السفن العابرة. وتشمل الخطة توسيع أجزاء من القناة وتعميقها، إلى جانب تحديث أسطول القاطرات وتحسين منظومة الملاحة الإلكترونية. وتعمل الهيئة على تسريع وتيرة العمل في هذه المشاريع من أجل الحفاظ على تنافسية القناة وجذب أكبر عدد من الخطوط الملاحية العالمية

إيرادات القناة تتجه للتعافي بعد تراجع ملحوظ

وفقًا لتصريحات الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، فإن الإيرادات الشهرية بدأت تسجل ارتفاعًا تدريجيًا منذ مطلع العام، مع زيادة عدد السفن العابرة بعد فترة من التراجع الناتج عن اضطراب سلاسل الإمداد العالمية. وقد بلغت الإيرادات في شهر مايو وحده نحو ٦٤٥ مليون دولار بزيادة ٨٪ مقارنة بالشهر السابق، مما يشير إلى عودة الثقة في القناة كممر آمن وفعال لنقل البضائع بين الشرق والغرب

تحركات حكومية لدعم تنافسية الممر الملاحي العالمي

الحكومة المصرية من جانبها تدعم جهود الهيئة من خلال تقديم حوافز للمستثمرين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعمل على تطوير الخدمات اللوجستية والبنية التحتية المرتبطة بالممر الملاحي. وتهدف هذه التحركات إلى تحويل القناة من مجرد ممر مائي إلى مركز صناعي وتجاري متكامل يدعم الاقتصاد الوطني ويزيد من القيمة المضافة التي تحققها القناة

التحديات لم تنته لكنها بداية واعدة للتعافي

ورغم الأجواء المتفائلة، فإن تحديات السوق العالمية لا تزال قائمة، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية وتذبذب أسعار الطاقة، ما يتطلب من إدارة القناة مواصلة العمل على تعزيز الكفاءة التشغيلية وضمان مرونة الخدمات المقدمة. إلا أن المؤشرات الحالية تبعث برسائل طمأنة بأن قناة السويس قد بدأت بالفعل تستعيد مكانتها الاستراتيجية كأحد أهم أعمدة الاقتصاد المصري وشريانًا حيويًا للتجارة العالمية

عزة طارق

صحفية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى