أكدت مصادر دبلوماسية أن الموقف الأوروبي تجاه الأزمة الأوكرانية يتمحور حول ضرورة التوصل إلى وقف شامل وفوري لإطلاق النار، كشرط أساسي قبل الدخول في أي مفاوضات موسعة تتناول القضايا التفصيلية للنزاع. ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد القتال على الجبهات، ووسط جهود دولية متواصلة لإيجاد حل سياسي.

رفض التنازل عن الأراضي الأوكرانية

وشدد المسؤولون الأوروبيون على رفضهم القاطع لأي نقاش يتعلق بالتنازل عن أراضٍ أوكرانية لصالح روسيا، دون حضور وموافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. كما أكدوا أن أوروبا، في المرحلة الراهنة، لا تعترف قانونياً بسيطرة موسكو على أي مناطق أوكرانية، وفق ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال.

الضمانات الأمنية لأوكرانيا

تطرق الموقف الأوروبي أيضاً إلى ضرورة قبول روسيا بالضمانات الأمنية الغربية المقدمة لأوكرانيا، مع التأكيد على حماية المصالح الأمنية الجوهرية لكل من أوكرانيا وأوروبا. في المقابل، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداداً لتقديم ضمانات أمنية لكييف بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين، مع استبعاد انضمام أوكرانيا في الوقت الحالي إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب مصدر أميركي مطلع.

تحركات دبلوماسية أميركية – روسية – أوكرانية

كان ترامب قد أعلن، يوم الأربعاء، عن رغبته في عقد لقاء ثلاثي يجمعه بالرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي “في أقرب وقت ممكن” عقب قمته المرتقبة مع بوتين في ألاسكا، بهدف التوصل إلى صيغة لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا. وأوضح أن هذا التحرك جاء بعد “اتصال جيد جداً” أجراه مع قادة أوروبيين، في ظل التقدم الميداني غير المسبوق الذي تحققه القوات الروسية على الأرض.

موقف أوكراني من برلين

من جانبه، عبّر الرئيس الأوكراني، خلال كلمة ألقاها من العاصمة الألمانية برلين، حيث التقى المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عن أمله في أن يكون “وقف إطلاق النار الفوري” هو المحور الرئيسي لمحادثات ألاسكا المقبلة. وقد جاء ذلك خلال اجتماع عبر الفيديو جمعه مع ترامب وكبار القادة الأوروبيين في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

آفاق المشهد السياسي

تأتي هذه التطورات في وقت تتقاطع فيه مصالح الأطراف الدولية حول ضرورة خفض التصعيد، مع استمرار الخلافات العميقة بشأن شروط التسوية النهائية. وبينما يركز الأوروبيون على حماية وحدة الأراضي الأوكرانية وضمان أمنها، تحاول واشنطن لعب دور الوسيط الذي يوازن بين المطالب الأوكرانية والمخاوف الروسية، وسط ضبابية تحيط بمدى استعداد موسكو للقبول بهذه الشروط.

اقرأ أيضاً:

صناعة الطائرات بدون طيار الروسية تتسارع رغم العقوبات الدولية