ترامب يحتفل بتمرير قانونه المالي الأكبر بنزال UFC في البيت الأبيض: استعراض في ذكرى الاستقلال يخلط الوطني بالشخصي
الرئيس الأمريكي يبدأ عامًا من الاحتفالات بالذكرى الـ250 بتخفيضات ضريبية وعروض قتالية... والديمقراطيون يتهمونه بإفقار الفقراء

بخطابٍ حمل مزيجًا من الشعارات الوطنية والتصريحات النارية، احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتمرير قانون مالي وُصف بالأضخم في تاريخ إدارته، وذلك خلال حفل جماهيري أقيم في حديقة خارجية قرب البيت الأبيض، عشية الرابع من يوليو، تزامنًا مع انطلاق فعاليات الذكرى الـ250 لاستقلال الولايات المتحدة.
الاحتفال، الذي طغت عليه الأعلام والموسيقى الوطنية، لم يخلُ من طابع شخصي واضح، حيث قدّم ترامب تمرير القانون كإنجاز فردي، قائلاً: “هذه أعظم هدية عيد ميلاد لأمريكا، قانوننا الجميل مرّ، وسنحتفل كما لم نحتفل من قبل”.
قانون مالي ضخم… واستقطاب سياسي أشد
القانون، الذي يُعد حجر الزاوية في أجندة ترامب خلال ولايته الثانية، يمدد التخفيضات الضريبية التي أقرت لأول مرة عام 2017، ويعزز الإنفاق الدفاعي والأمني، في مقابل تقليص واضح لمخصصات الرعاية الصحية والدعم الغذائي، بالإضافة إلى التخلص التدريجي من الحوافز الضريبية للطاقة النظيفة.
وفيما أكد ترامب أن القانون “سيفك القيود عن الاقتصاد الأمريكي”، تشير تقديرات رسمية إلى أنه قد يرفع العجز الفيدرالي بنحو 3.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من الديمقراطيين الذين وصفوه بأنه “سرقة قانونية من الفقراء لصالح الأغنياء”

من القانون إلى الهجوم السياسي
وفيما بدا أن الرئيس الأمريكي يتعمد تحويل المناسبة الوطنية إلى ساحة مواجهة، واصل ترامب هجومه الحاد على خصومه الديمقراطيين والإعلام، متهمًا إياهم بتعطيل تمرير القانون لأسباب سياسية بحتة , وقال بنبرة متحدية: “هم لا يكرهونني فقط… إنهم يكرهون بلدنا. وفرق كبير بيننا وبينهم”.
ولم يخلُ خطابه من إثارة للجدل، حيث استخدم لفظ “الشايلوك” في وصف بعض المصرفيين، ما فُسّر على أنه تعبير ذو إيحاءات معادية للسامية، قبل أن يوضح لاحقًا أنه “لم يكن على دراية بهذا المعنى”.
نزال في الحديقة… واحتفال بطابع غير تقليدي
في هذا الإطار، لم يكتف ترامب بإعلان تمرير القانون، بل كشف عن خطة احتفالية شاملة تمتد لعام كامل، تتضمن تنظيم نزال لفنون القتال المختلطة (UFC) في حديقة البيت الأبيض، في خطوة أثارت دهشة البعض، واعتبرها آخرون محاولة لصناعة زخم إعلامي وشعبي حول رئاسته.
إلى جانب النزال، أعلن الرئيس عن إطلاق “ألعاب الوطنيين” – مسابقة وطنية للشباب – بالإضافة إلى “حديقة وطنية للأبطال”، تكريمًا لرموز التاريخ الأمريكي، مؤكدًا أن إدارته “أوقفت محاولات طمس الرموز الوطنية كتوماس جيفرسون”، في إشارة إلى الصراع المتجدد حول السرد التاريخي للولايات المتحدة.
الهجرة تدخل الحفل… بمبادرة من المزارعين
ومن بوابة الاقتصاد الزراعي، فتح ترامب نافذة جديدة في ملف الهجرة، حيث أشار إلى إمكانية منح إقامة مؤقتة للمهاجرين غير النظاميين إذا حصلوا على تزكية مباشرة من أصحاب المزارع الذين يعملون لديهم.
ويأتي هذا التصريح في ظل شكاوى متكررة من اتحادات المزارعين حول نقص الأيدي العاملة، الأمر الذي فُسّر بأنه تحوّل عملي في سياسات ترامب المتشددة تجاه الترحيل الجماعي، ولو بشكل محدود.
قال ترامب موجّهًا حديثه إلى وزيرة الأمن القومي: “إذا كان المزارع مستعدًا لتزكية العامل، أعتقد أنه سيكون مقبولًا. نحن لا نريد نزع جميع العمال من الحقول”.
خلف الزجاج… ووسط المخاوف الأمنية
وفي مشهد يعكس حجم التهديدات المحيطة بالرئيس، ألقى ترامب خطابه من خلف زجاج مضاد للرصاص، بعد عام تقريبًا من محاولة اغتياله الفاشلة في بنسلفانيا، وهي اللحظة التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الأمريكيين.
وعندما دوّى صوت مفاجئ خلال الحفل، علّق ترامب ساخرًا: “ألعاب نارية… على ما أظن. كلمات شهيرة أخيرة”.
الشارع الجمهوري يصفق… رغم الجدل
من جهة أخرى، عبّر عدد من أنصار الرئيس عن دعمهم المطلق للقانون، رغم اعترافهم بعدم معرفة تفاصيله بالكامل.
راي سيمين، عامل في شركة غاز، قال: “ليس من اللازم ان أقرأ القانون كله… طوال وجود الرئيس ومساندته ودعمه لنا نحن نؤيده
بينما أكدت ميشيل كون، معالجة نفسية، أنها تؤيد خفض بعض أنواع الدعم، قائلة :”رأيت مهاجرين يحصلون على خدمات لا نستطيع نحن الحصول عليها. لقد حان الوقت لتغيير ذلك الوضع
بهذا العرض المتكامل – من تشريعات مالية، إلى فعاليات جماهيرية، إلى وعود استثنائية – يرسم ترامب ملامح ولايته الثانية كاستمرار لنهج القوة والمواجهة، واضعًا نفسه في قلب معادلة كبرى عنوانها:
“أمريكا أولًا… ولكن على طريقتي”.