حماس ترفض مقترح وقف إطلاق النار الإسرائيلي الأخير بسبب “شروط مستحيلة
الوساطة تتعثر والميدان يشتعل: شروط إسرائيل تُفجّر جولة جديدة من التصعيد

رفضت حركة حماس رسميًا العرض الأخير الذي قدمته إسرائيل بشأن وقف إطلاق النار، ووصفت الشروط المطروحة بأنها “غير قابلة للتنفيذ” ولا تضمن إنهاء الحرب أو الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وأكد كبير مفاوضي الحركة، خليل الحية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قدم مقترحًا يفتقر إلى أي ضمانات لإنهاء الحرب أو انسحاب القوات، ويهدف فقط إلى فرض “اتفاق جزئي يخدم أجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع”، حسب وصفه.
وشمل العرض الإسرائيلي الأخير إطلاق سراح 10 رهائن مقابل هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا، إلى جانب الإفراج عن أسرى فلسطينيين، مع تعهد بمواصلة التفاوض حول إنهاء الحرب وإعادة تدفق المساعدات إلى غزة. إلا أن إسرائيل طالبت، للمرة الأولى، بنزع سلاح حركة حماس بالكامل – وهو ما اعتبرته الحركة “خطًا أحمر”، مؤكدة أن “امتلاك السلاح هو حق طبيعي لها”، وفقًا لتصريحات الحية.
وفي مقابل ذلك، أبدت حماس استعدادها لقبول “اتفاق شامل” يفضي إلى الإفراج عن جميع الرهائن مقابل عدد يتم التوافق عليه من الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل، بشرط أن يشمل الاتفاق إنهاء الحرب بشكل كامل وانسحابًا تامًا من القطاع.
من جانبه، صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن قواته تنوي البقاء في “مناطق أمنية عازلة” داخل غزة، التي تسيطر حاليًا على نحو 30% من أراضيها، بما في ذلك أجزاء من رفح. وقد أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية، منذ انهيار الهدنة في مارس، عن مقتل أكثر من 1,600 شخص، بينهم 10 من أسرة واحدة في قصف ليلي حديث.
وفي أعقاب رفض حماس، دعا وزير المالية اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إلى “فتح أبواب الجحيم على غزة”، بينما توعد غالانت بتصعيد “بقوة هائلة” إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن.
وتشهد جهود الوساطة التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة جمودًا واضحًا، حيث لم يُسجَّل أي تقدم في المحادثات الأخيرة التي استضافتها القاهرة.
يُذكر أن إسرائيل منعت دخول المساعدات إلى غزة منذ 2 مارس، وسط اتهامات من حماس باستخدام “التجويع الجماعي كسلاح”، واعتبار ذلك “جريمة حرب”. وتزايدت المخاوف على مصير الرهائن المتبقين، بعد إعلان الجناح المسلح لحماس فقدان الاتصال بالجهة التي كانت تحتجز الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي إيدن ألكسندر، نتيجة ضربة مباشرة على مكان احتجازه.
وفي أول تعليق رسمي، انتقدت الولايات المتحدة موقف حماس، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جيمس هيويت: “تصريحات حماس تُظهر أنها لا تسعى إلى السلام، بل إلى العنف المستمر”، مضيفًا: “شروط الإدارة الأمريكية لم تتغير: أفرجوا عن الرهائن أو استعدوا للجحيم”.