إجلاء موظفي محطه أبحاث أمريكية في القارة القطبية الجنوبية في عمليه عاليه المخاطر
عملية إجلاء بطولية في القارة القطبية الجنوبية

في عملية إجلاء طبية حرجة، قامت القوات الجوية النيوزيلندية بإخلاء ثلاثة أشخاص من محطة أبحاث أمريكية في القارة القطبية الجنوبية، وذلك في مهمة عالية المخاطر تطلبت التنقل عبر ظروف جوية قاسية وظلام دائم. المهمة التي استمرت طوال الليل جاءت بناءً على طلب من مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية التي طلبت إجلاء طبي لأحد موظفيها الذين كانوا في حاجة ماسة إلى رعاية طبية عاجلة.
الظروف الجوية القاسية وأهمية العملية
وقالت القوات الجوية النيوزيلندية، الأربعاء، إن الطلب للإجلاء الطبي جاء بسبب حاجة أحد موظفي محطة “ماكموردو” الأمريكية إلى رعاية طبية فورية. كان الجو في المنطقة قاسيًا للغاية، حيث انخفضت درجات الحرارة في المحطة إلى -24 درجة مئوية في ذلك اليوم. كما أن القارة القطبية الجنوبية تكون مظلمة تمامًا بين شهري مارس وأكتوبر، ما يزيد من صعوبة العمليات الجوية بشكل كبير.
المهمة والتحديات: التنقل في الظلام عبر الطقس القاسي
استخدمت القوات الجوية النيوزيلندية طائرة من طراز C-130J هيركوليز، والتي عملت في مهمة تمتد إلى 19.5 ساعة، حيث طار الطاقم في ظروف صعبة للغاية. عملية الإقلاع والهبوط في هذا الوقت من السنة هي واحدة من أصعب العمليات التي يمكن أن تقوم بها القوات الجوية، بحسب ما صرح به الأدميرال أندي سكوت. حيث يتطلب الأمر استخدام نظارات للرؤية الليلية للتمكن من الطيران عبر الظلام الدامس.
الصعوبات في الهبوط على الجليد
وأضاف سكوت أن الطاقم الأمريكي في المحطة كان قد أعد المدارج لتكون صالحة للهبوط، بما في ذلك التأكد من أن الجليد كان مستويًا بما يكفي للهبوط الآمن. بعد الهبوط، تم تزويد الطائرة بالوقود في عملية تعرف بـ “التزود بالوقود الساخن” للحفاظ على حرارة المحرك أثناء توقف الطائرة على الجليد.
التقدير الأمريكي والشجاعة المطلقة
من جانبها، عبرت السفارة الأمريكية في نيوزيلندا عن امتنانها العميق للقوات الجوية النيوزيلندية على شجاعتها وجهودها في هذه المهمة الصعبة. وقالت ميليسا سويني، القائم بأعمال السفارة الأمريكية في نيوزيلندا: “لم تكن هذه المهمة مجرد صعبة، بل كانت واحدة من أكثر العمليات التقنية تحديًا التي يمكن أن يواجهها طاقم الطائرة.” وأضافت: “هذه المهمة تتطلب دقة مطلقة، وهي نوع من العمليات التي تختبر كل قدرات الشجاعة والمهارة لدى الطاقم.”
اختبار المهارات والشجاعة في القارة القطبية
تُعتبر عملية الإجلاء من محطة “ماكموردو” في القارة القطبية الجنوبية واحدة من أكثر العمليات الجوية تعقيدًا في ظل الظروف المناخية القاسية، حيث يتم التعامل مع المخاطر التي تهدد الأرواح بكل دقة وعناية.