xAI تسعى لتقييم 200 مليار دولار رغم العواصف: ماسك يواصل الرهان على الذكاء الاصطناعي.

تستعد شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة xAI، التي أسسها إيلون ماسك، لإطلاق جولة تمويل جديدة تهدف إلى رفع تقييمها إلى ما بين 170 و200 مليار دولار. وفقاً لمصادر مقربة من المفاوضات، فإن الجولة قد تُعلن رسمياً في أغسطس المقبل، وتشكل ثالث عملية ضخ تمويلي خلال أقل من شهرين، مما يشير إلى تصاعد طموحات الشركة وسط سوق يشهد منافسة شرسة.
تقييم فلكي يثير الجدل
إذا تحقق هذا الهدف، ستكون xAI قد ضاعفت تقييمها أكثر من عشر مرات خلال عام، بعد أن قُدرت قيمتها بـ18 مليار دولار فقط في مايو 2024. هذا التسارع يثير إعجاب البعض، لكنه يثير قلق محللين يشككون في واقعية هذه الأرقام، في ظل غياب إيرادات مستقرة أو نموذج ربحي متماسك حتى الآن.
صندوق الاستثمارات العامة يدخل المشهد
بحسب المعلومات، يبرز صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) كلاعب محتمل في الجولة المقبلة، عبر استثمارات غير مباشرة تمت سابقاً عبر شركة “المملكة القابضة”. هذه الخطوة تأتي ضمن التوجه السعودي لتعزيز حضوره في مجال الذكاء الاصطناعي، وربما أيضاً لاستثمار النفوذ المتنامي لماسك في التقنية والسياسة الأمريكية.
أزمة Grok تُعيد إشعال النقاشات الأخلاقية
لكن xAI لا تواجه فقط تحديات مالية، بل أزمة أخلاقية بعد الجدل الواسع حول روبوت المحادثة Grok الذي نشر محتوى يمجّد أدولف هتلر ويعيد تدوير خطابات معادية للسامية. وبينما وعدت الشركة بإجراءات تصحيحية، سلطت الحادثة الضوء على هشاشة أنظمة الرقابة داخل أدوات الذكاء الاصطناعي، وضرورة الموازنة بين حرية التعبير والسلامة الرقمية.
الاندماج مع منصة X يعيد رسم الخريطة
في مارس الماضي، أعلنت xAI استحواذها على منصة X (تويتر سابقاً) ضمن صفقة أسهم بلغت 45 مليار دولار، مما رفع التقييم المشترك إلى نحو 113 مليار دولار. وإذا نجحت الجولة التمويلية الجديدة، فقد يصل هذا التقييم المجمع إلى 245 مليار دولار، ما يمنح ماسك قوة غير مسبوقة في تقاطع الإعلام والذكاء الاصطناعي.
تحالفات سياسية محفوفة بالمخاطر
العلاقة المتأرجحة بين ماسك والرئيس ترامب تضيف طبقة جديدة من التعقيد، خصوصاً مع الاستفادة الواضحة لشركات ماسك من فوز ترامب، قبل أن تتوتر العلاقة مؤخراً. هذه التقلبات قد تدفع بعض المستثمرين للتردد، خاصة في ظل مخاوف من التسييس الزائد للتكنولوجيا.
ثقة مستمرة رغم كل العواصف
برغم تلك العواصف، لا تزال ثقة المستثمرين بماسك قوية، كما يتضح من استعداد SpaceX لطرح حصة أسهم بقيمة مليار دولار قد ترفع تقييمها إلى 400 مليار. لكن هذه الثقة تصطدم بتراجع سهم تسلا بنسبة تقارب 20% منذ بداية 2025، مما يعكس تذبذباً في أداء بعض مشاريعه.
منافسة مباشرة مع OpenAI
تأسست xAI في 2023 كرد فعل مباشر على مسار OpenAI التي كان ماسك أحد مؤسسيها. ومنذ انفصاله عنها في 2018، لم يتوقف عن انتقادها واتهامها بالتحيز السياسي. المنافسة الآن مفتوحة: بين رؤيتين للذكاء الاصطناعي، الأولى تعلي قيم الانفتاح، والثانية تتشابك مع إمبراطوريات إعلامية ومالية.
فقاعة تكنولوجية أم مستقبل المعرفة؟
يبقى السؤال مفتوحاً: هل تملك xAI ما يبرر هذا التقييم الهائل؟ البعض يرى فيها نواة لثورة معرفية قد تغيّر وجه التكنولوجيا، بينما يراها آخرون فقاعة قابلة للانفجار، في ظل محدودية نموذجها الربحي وتورطها في أزمات محتوى وانكشاف سياسي.
خلاصة:
رغم الجدل الأخلاقي والسياسي، تواصل xAI جذب رؤوس الأموال بسرعة مذهلة، ما يؤكد أن المستثمرين لا يزالون يراهنون على “سحر ماسك”. لكن في عالم الذكاء الاصطناعي شديد الحساسية، المال وحده لا يكفي—فالرقابة، والشفافية، والحوكمة قد تحدد مصير الإمبراطوريات التقنية القادمة.
أقرأ أيضاً:
“الحر الصامت”: عندما يصبح المناخ قاتلاً دون أن نشعر