الصحة والتعليم

علماء يبتكرون خنازير معدلة جينيًا مقاومة لحمى الخنازير الكلاسيكية

التقنية قد تحمي ملايين الحيوانات وتحدث ثورة في الزراعة المستدامة

كشف علماء في معهد روزلين بجامعة إدنبرة عن تطوير خنازير معدلة وراثيًا مقاومة لفيروس حمى الخنازير الكلاسيكية، وهو مرض يهدد قطعان الخنازير حول العالم.

أوضح الباحثون أن التعديل الجيني أوقف تكاثر الفيروس كليًا داخل الخلايا، مانحًا الحيوانات مناعة كاملة دون أي تأثير سلبي على صحتها أو نموها.

استخدم الفريق تقنية CRISPR-Cas9 المعروفة بـ “المقصات الجينية” لتعديل الحمض النووي في الزيجوتات (البويضات المخصبة)، قبل زراعتها في خنزيرة بديلة أنجبت صغارًا معدّلين وراثيًا.

ويعمل التعديل عبر تعطيل بروتين أساسي يعتمد عليه الفيروس للتكاثر داخل خلايا الخنزير، مما يمنع العدوى تمامًا.

قال سيمون ليليكو، الباحث في المعهد وأحد مؤلفي الدراسة المنشورة في مجلة Trends in Biotechnology:

“تُظهر أبحاثنا الإمكانات المتزايدة للتعديل الجيني في تحسين صحة الحيوانات ودعم الزراعة المستدامة.”

وأضاف الباحثون أن نفس التعديل قد يُستخدم مستقبلًا لحماية الأبقار والأغنام من فيروسات مشابهة.

وتُعد التقنية إضافة مهمة إلى وسائل الوقاية التقليدية مثل التطعيم وإجراءات الأمن الحيوي، خصوصًا وأن المرض ينتشر بسهولة بين الخنازير البرية والمنزلية.

خسائر عالمية ضخمة:

اليابان فقدت صفة الدولة الخالية من المرض عام 2018 واضطرت إلى إعدام أكثر من 130 ألف خنزير رغم التطعيم.

في هولندا أدى تفشٍ في التسعينيات إلى تدمير 11 مليون رأس وتكلفة قاربت 2.3 مليار دولار.

منظمة الفاو أكدت أن المرض ما زال يتسبب بخسائر كبيرة في آسيا وأمريكا اللاتينية.

وفي مايو الماضي، وافقت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على خنازير معدلة جينيًا مقاومة لمتلازمة التكاثر والتنفس الخنزيرية (PRRS)، ما يعزز الاتجاه نحو تربية دقيقة وموجهة بالجينات.

تاريخيًا، يُعد معهد روزلين رائدًا في هذا المجال؛ إذ طور عام 1996 النعجة دوللي، أول استنساخ لحيوان ثديي بالغ.

لكن العقبات لا تزال قائمة، إذ حذّرت كلير براينت، أستاذة المناعة الفطرية في جامعة كامبريدج، من أن القبول العام في أوروبا ضعيف تجاه الكائنات المعدلة وراثيًا، بينما قد يكون التطبيق أوسع في آسيا.

كما أن تكلفة تعميم التعديل الجيني في سلالات الخنازير التجارية “ستكون كبيرة”، بحسب ليليكو.

ورأى كنود بول، نائب رئيس اتحاد تجارة اللحوم الأوروبي، أن التقنية “قد تكون حاسمة في آسيا وأمريكا اللاتينية حيث لا يزال المرض مستشريًا”، مشيرًا إلى أن تطويرها لمكافحة حمى الخنازير الإفريقية — وهي مرض أكثر تدميرًا — سيكون “أكثر إثارة للاهتمام” لصناعة اللحوم العالمية

منةالله خيري

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى