عربي وعالمي

إسرائيل تواجه إدانة عالمية متزايدة لتوسعها العسكري في غزة

اسرائيل تواجه ردود افعال دوليه النتيجه عن توسعها العسكري في غزه

تزايدت إدانة المجتمع الدولي للتوسع العسكري الإسرائيلي في غزة، لا سيما في أعقاب قرارها شن عملية عسكرية واسعة النطاق للسيطرة على مدينةالفاتيكان غزة. ولا تزال الحرب، المستمرة منذ 22 شهرًا، تُلحق الدمار بالمنطقة، وقد أدت التطورات الأخيرة إلى تصعيد التوترات. وفي خضم هذا، تُبذل جهود وساطة من أجل السلام، حيث من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف برئيس الوزراء القطري لمناقشة مقترح جديد يهدف إلى إنهاء الحرب. ومع استمرار احتدام الصراع، يزداد الوضع الإنساني سوءًا، ويدعو الكثيرون المجتمع الدولي إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات.

 

ردود الفعل الدولية على التوسع العسكري الإسرائيلي

 

في 9 أغسطس/آب 2025، واجه قرار إسرائيل بالدفع نحو السيطرة العسكرية على مدينة غزة ردود فعل دولية سلبية واسعة النطاق. أفاد مسؤولو الصحة بمقتل 11 فلسطينيًا خلال 24 ساعة فقط أثناء سعيهم للحصول على مساعدات إنسانية، وتوفي 11 آخرون لأسباب تتعلق بسوء التغذية. وجاءت هذه الوفيات في ظل القصف الجوي الإسرائيلي المستمر والحصار المستمر على غزة، مما ترك الملايين في حاجة ماسة إلى الغذاء والرعاية الطبية. وقد أدانت عدة دول، منها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وكندا، قرار تصعيد الهجوم، وأصدرت بيانًا مشتركًا قالت فيه إن هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة أصلًا، وتهدد بمزيد من نزوح المدنيين الفلسطينيين.

 

بالإضافة إلى هذه الإدانات الواسعة، أصدر الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر بيانات منفصلة وصفت فيها العمليات العسكرية الإسرائيلية بأنها “تصعيد خطير وغير مقبول”. وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا طارئًا لمعالجة الوضع المتدهور. وفي الوقت نفسه، أعلنت ألمانيا أنها ستوقف تصدير المعدات العسكرية إلى إسرائيل التي يمكن استخدامها في غزة، وهو تحول كبير في موقف أوروبا.

 

الجهود الدبلوماسية من أجل السلام

 

في ظل تزايد الضغوط الدولية، تتواصل الجهود الدبلوماسية سعياً للتوصل إلى حل سلمي. وكان من المتوقع أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الذي شارك في مفاوضات سابقة، برئيس الوزراء القطري في 9 أغسطس/آب لمناقشة مقترح جديد يهدف إلى وقف الصراع. ووفقاً لمصادر مقربة من المحادثات، يتضمن المقترح وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.

 

وأفادت التقارير أن وسطاء، بمن فيهم مصر وقطر، أعدوا إطاراً جديداً لوقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن يكون جزءاً أساسياً من المفاوضات المقبلة. ولن يقتصر هذا الإطار على إطلاق سراح الرهائن – أحياءً وأمواتاً – بل ينص أيضاً على أن وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب يتطلب من إسرائيل وقف هجومها. ومع ذلك، لا يزال الاتفاق المقترح حساساً سياسياً، حيث أعرب الرئيس الأوكراني زيلينسكي وقادة آخرون عن مخاوفهم بشأن النتيجة واحتمال تحقيق إسرائيل مكاسب إقليمية.

 

الاحتجاجات ومخاوف بشأن الرهائن

 

في غزة، احتشدت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة للضغط على حكومة رئيس الوزراء نتنياهو، خوفًا على حياة الرهائن الخمسين المتبقين. وتشير التقارير إلى أن 20 رهينة يُعتقد أنهم على قيد الحياة، لكن أوضاعهم تتدهور تحت وطأة الصراع الدائر. وقد خرجت هذه العائلات إلى الشوارع، مطالبةً باتخاذ إجراءات فورية لإعادة الرهائن ومنع المزيد من إراقة الدماء. وفي واحدة من أبرز الاحتجاجات، حثّ إيناف زانغاوكر، والد ماتان، المحتجز من بين الرهائن، نقابة الهستدروت ومنظمات إسرائيلية أخرى على الانضمام إلى دعوتهم إلى إضراب عام احتجاجًا على تعامل الحكومة مع الوضع.

 

الأزمة الإنسانية في غزة

 

في غزة نفسها، لا يزال الوضع قاتمًا. وأشارت آخر التقارير الواردة من مستشفيي ناصر والعودة إلى مقتل 11 شخصًا على الأقل على يد القوات الإسرائيلية أثناء انتظارهم المساعدات في جنوب ووسط غزة. وقد وقعت هذه الوفيات على الرغم من جهود الإغاثة المستمرة، بما في ذلك النقل الجوي للإمدادات الأساسية. على الرغم من إسقاط بعض المساعدات جواً على غزة، أعرب السكان المحليون عن إحباطهم من هذه العملية، ووصفها البعض بالمهينة. وانتقد الكثيرون محدودية نطاق عمليات الإسقاط الجوي، التي ثبت أنها غير كافية وخطيرة، حيث تقع المساعدات في أيدي قلة من الناس، تاركة الكثيرين دون الضروريات الأساسية.

 

تستمر الأوضاع الإنسانية في غزة في التدهور، حيث تصل درجات الحرارة إلى أكثر من 90 درجة فهرنهايت. تُجبر العائلات على العيش في العراء، مستخدمةً الكرتون والصواني المعدنية لتهوية أنفسهم، ومحاولة النوم على الأرض خارج الملاجئ المؤقتة. الإمدادات الطبية شحيحة، والجوع لا يزال يُلقي بظلاله. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، توفي 114 بالغًا لأسباب تتعلق بسوء التغذية في الشهر الماضي، مع ما مجموعه 98 طفلًا لقوا حتفهم بسبب ظروف مماثلة منذ بدء الحرب. تأثير العقوبات العالمية وقيود التصدير

 

في ظل تزايد الإدانة الدولية، عززت الحكومات العالمية رقابتها على الإجراءات الإسرائيلية. وقد زاد قرار ألمانيا بوقف صادرات الأسلحة إلى إسرائيل من تعقيد الجهود الدبلوماسية الجارية. وأشارت دول أخرى إلى أنها قد تحذو حذوها، وأثار هذا الوضع نقاشات حادة داخل المنظمات الدولية حول قانونية وأخلاقية دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.

 

أعربت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس ترامب، عن قلقها إزاء الصراع، لكنها لم تتخذ بعد إجراءات جوهرية تتجاوز الدبلوماسية. وبينما حاول ترامب التوسط في محادثات السلام، قوبل تعامله مع الوضع بردود فعل متباينة. فقد مالت السياسة الأمريكية نحو دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكن هناك ضغوطًا متزايدة داخل الحكومة الأمريكية لفرض عقوبات أكثر صرامة على إسرائيل إذا استمرت عملياتها العسكرية في التسبب في وفيات بين المدنيين وزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

الطريق إلى الأمام

مع استمرار الصراع، لا يزال المجتمع الدولي منقسمًا حول أفضل السبل لإنهاء الحرب. من جهة، هناك من يدفع باتجاه اتخاذ إجراءات دبلوماسية أقوى وفرض عقوبات للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار وإنهاء عملياتها العسكرية في غزة. ومن جهة أخرى، يجادل أنصار أمن إسرائيل بحقها في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حماس والجماعات المسلحة الأخرى في غزة.

 

أصبح الوضع بالنسبة لشعب غزة صراعًا يائسًا من أجل البقاء. تتواصل جهود الإغاثة الدولية، لكن الواقع على الأرض يُظهر الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح. وبينما يراقب العالم، يبقى السؤال: هل ستُقابل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بضغط دولي كافٍ لإجبارها على تغيير استراتيجيتها، أم أن دائرة العنف ستستمر بلا هوادة؟

أدى التوسع العسكري في غزة إلى إدانة عالمية متزايدة، حيث وصفت عدة دول تصرفات إسرائيل بالتصعيد الخطير. وبينما تستمر جهود التوسط من أجل السلام، تستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم، وتتصاعد التوترات بين القوى العالمية. مع استمرار العمل على إمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، يبقى مصير غزة والشرق الأوسط عمومًا غامضًا، في ظل سعي الدبلوماسيين الدؤوب لمنع المزيد من إراقة الدماء وضمان سلام عادل في المنطقة.

إقرأ ايضَا…

هل هي مثيرة؟ مثيرة للجدل؟ أم مجرد غرابة؟ أهلاً بصيف الأحذية القبيحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى