ترامب يُلوّح برسوم جمركية شاملة: “مهلة أغسطس” اختبار جديد للتجارة العالمية.
رغم تمديد المهلة حتى 1 أغسطس، تهديدات ترامب تعيد سياسة "أمريكا أولاً" إلى الواجهة وتثير قلق الأسواق والشركاء التجاريين.

في تحرك يعيد مشهد ولايته الأولى، جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديداته بفرض رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 30% على عدد من الشركاء التجاريين، من بينهم اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا، إلى جانب 11 دولة لم تُعلن أسماؤها رسمياً. وتم منح هذه الدول مهلة حتى الأول من أغسطس لتوقيع اتفاقيات ثنائية مع واشنطن، قبل تفعيل العقوبات التجارية.
ثلاث اتفاقيات فقط خلال 3 أشهر
منذ إطلاقه لما أسماه “يوم التحرير التجاري” في أبريل، لم تُبرم الولايات المتحدة سوى ثلاث اتفاقيات تجارية، شملت الصين وبريطانيا وفيتنام، مما يعكس محدودية الاستجابة العالمية لسياسة الترهيب التجاري. هذا البطء يعكس تردد دولي في الانصياع لنهج ترامب، وسط تصاعد التوترات.
الأسواق تتفاعل بهدوء.. وآسيا تتجاهل
رغم نبرة التهديد، جاءت ردود فعل الأسواق المالية محدودة؛ إذ انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.8% فقط، بينما سجّل مؤشر كوسبي الكوري الجنوبي ارتفاعاً بـ1.4%، وتوبكس الياباني بـ0.1%. هذا يشير إلى أن المستثمرين إما لا يأخذون تهديدات ترامب على محمل الجد، أو أنهم يترقبون تطورات ما قبل أغسطس.
الأمن القومي ذريعة تجارية
كرّر ترامب حجته المفضّلة، بالربط بين العجز التجاري و”الأمن القومي”، مبرراً خطواته الجمركية بحماية المصالح الأمريكية. هذه اللغة تعني أن أي قيود دولية على السياسة التجارية يمكن تجاوزها تحت مظلة الأمن، وهو أسلوب يتجاوز تقاليد منظمة التجارة العالمية.
البيت الأبيض: “باب التفاوض لا يزال مفتوحاً”
في بيان رسمي، أشار البيت الأبيض إلى أن المهلة حتى الأول من أغسطس تأتي بعد تقييم معمّق لتقدّم المفاوضات مع الشركاء، مؤكداً أن ترامب مستعد للتفاوض حتى اللحظة الأخيرة، شرط وجود “نوايا جدية” من الدول المعنية.
الهند في الطريق إلى اتفاق
لفت ترامب إلى أن واشنطن على وشك الانتهاء من اتفاق تجاري جديد مع الهند، مما يشير إلى رغبته في تعزيز النموذج الثنائي في التعامل مع الدول، وتجاوز الاتفاقيات الجماعية والمؤسسات متعددة الأطراف.
المصارف تحذر: المخاطر تتصاعد
أصدر بنك JPMorgan تحذيراً أشار فيه إلى أن سياسات ترامب تعني “أن احتمال ارتفاع الرسوم الجمركية صار أكبر من احتمالات تخفيفها”. واعتبر أن فشل الاتفاقات في أبريل دفع الإدارة إلى تجديد الضغط بأسلوب أكثر حدة.
قراءة سياسية: حملة مبكرة بصوت اقتصادي مرتفع
التصعيد يتزامن مع استعداد ترامب لإطلاق حملته الانتخابية بشكل رسمي، مما يطرح تساؤلات حول الدوافع: هل يهدف لتعزيز صورته كـ”مدافع عن الاقتصاد الأمريكي”، أم يستخدم الملفات الاقتصادية لحشد قاعدته الانتخابية؟ ما سيحدث حتى أغسطس سيكون كاشفاً.
أقرأ أيضاً:
انفتاح دبلوماسي بين دمشق ولندن: الشيباني يبحث مع المبعوثة البريطانية فرص التعاون وتخفيف التوترات