إيران تقترح شراكة نووية مع السعودية والإمارات “لتخصيب اليورانيوم”

في محاولتها للالتفاف على الاعتراضات الأمريكية المتكررة على برنامجها النووي. قدمت إيران مقترحاً يتضمن إنشاء كونسورتيوم مشترك من أجل “تخصيب اليورانيوم” ويجري ذلك بالشراكة مع المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة الأمريكية في خطوة تحمل أبعاداً سياسية واستراتيجية واسعة.

طهران: تٱمل بالمبادرات رغم غموض المفاوضات

هذا الطرح الإيراني بدأ يتداول بشكل كبير في الأوساط السياسية والإعلامية في طهران و يتم النظر إليه كنوع من التنازل السياسي من قبل إيران حيث سيتم بموجبه إتاحة الفرصة لدول الخليج بالمشاركة في “عملية التخصيب” من خلال الإطلاع على التكنولوجيا النووية الإيرانية بالإضافة إلى امتلاك حصة مباشرة في البرنامج .

وعلى الرغم من كل ذلك تبقى تفاصيل الطرح الإيراني غير مؤكدة من حيث إذا كان قد طرح رسمياً خلال المفاوضات التي جرت مؤخراً مع واشنطن.

وبحسب هذا المقترح سيٌبنى الكونسورتيوم على “منشٱت التخصيب الإيرانية” مع الإلتزام الكامل بمستويات النقاء المنصوص عليها في الإتفاق النووي لعام 2015( 3.67%) الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2018بشكل أحادي.

هدف النموذج التشاركي:

يهدف هذا النموذج التشاركي إلى طمأنة دول الخليج والمجتمع الدولي بالطابع السلمي في ظل إشراك مهندسين سعوديين وإماراتيين ببرنامج التخصيب وبذلك سيكتسب المشروع شفافية أكبر تتجاوز من خلالها مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وفي الوقت ذاته التي تطالب فيه واشنطن إيران بإنهاء جميع أنشطة التخصيب وتفكيك منشٱتها النووية.لم يصدر أي موقف أمريكي حول هذا المقترح الجديد بل رحب الرئيس الأمريكي بالجدية التي تتعامل بها طهران في المحادثات على الرغم من الخلافات المستمرة في إدارته حول شكل الإتفاق النهائي

وقد جرت  هذه التطورات بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي بعد محادثاته مع الوفد الأمريكي في عمان حيث التقى مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد

الإمارت: تمتلك برنامج نووي من دون “عمليات تخصيب”

وتمتلك الإمارات برنامجاً نووياً سلمياً (محطة براكة) لكنها لا تتطرق إلى تخصيب اليورانيوم محلياً

محطة البراكة النووية: أول محطة تولد الكهرباء من غير تخصيب

ويذكر أن محطة براكة النووية، التي تقع غرب أبوظبي، تعد أول محطة نووية في العالم العربي تدخل الخدمة بالكامل، حيث تولد ربع احتياجات الإمارات من الكهرباء، دون أن تشمل عملياتها ” تخصيباً محلياً لليورانيوم”.

طرح المقترح لأول مرة عام 2023:

وتم تقديم المقترح لأول في مقال أكاديمي عام 2023 قام بكتابته المفاوض الإيراني السابق حسين موسويان بالتعاون مع العالم النووي فرانك فول هيبل و لاقى حينها اهتماماً في الأوساط البحثية

إيران توافق على تنفيذ قيود مؤقتة:

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي على استعداد بلاده بقبول تنفيذ قيود مؤقتة على حجم ونسبة التخصيب وهذا ما يشكل أرضية تفاهم جديدة إذا وافقت واشنطن ودول الخليج على المقترح

من ناحية أخرى لا تزال إيران تعمل على “تخصيب اليورانيوم” بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب فنياً من مستوى السلاح النووي (90%).

وقد وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هذه النسبة بأنها غير مبررة تماماً للأغراض المدنية.

وبالإشارة إلى الأجواء الإيجابية، قال وزير خارجية عمان بدر البوسعيدي إن المفاوضات شهدت أفكاراً مفيدة وأصيلة تعكس رغبة مشتركة في التوصل إلى اتفاق مشرف”، ما يمكن اعتباره تلميحاً إلى المقترح الإيراني.