عربي وعالمي

أمل جديد يلوح في الأفق.. لجنة مرتقبة لكشف مصير المفقودين في سوريا.

بعد سنوات من الألم والانتظار.. بوادر تشكيل لجنة لكشف مصير عشرات الآلاف من المختفين قسراً

بعد أكثر من عقد من الحرب والمأسي في سوريا، يبدو أن الأمل بدأ يتسلل من جديد إلى قلوب آلاف العائلات التي لا تزال تجهل مصير ابنائها. فبحسب مصادر حقوقية، تتجه الجهود نحو تشكيل لجنة مستقلة خاصة بالمفقودين والمختفين قسراً في سوريا، في خطوة طال انتظارها، وقد تمثل بارقة أمل في طريق العدالة والحقيقة.

 

آلاف المفقودين.. وقلوب معلّقة بين الرجاء واليأس

منذ اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، سُجّلت عشرات الآلاف من حالات الاعتقال والاختفاء القسري، ولم تزل آلاف العائلات تجهل مصير أحبائها، ولا تعرف إن كانوا أحياء في الزنازين، أو ضحايا طواهم النسيان في مقابر جماعية أو سرية. أمهات ما زلن يحتفظن بصور أولادهن على جدران المنازل، وآباء يغالبون الدموع كلما مرّ ذكر الاسم، وزوجات يعشن على حافة الصبر، لا هنّ ثكالى ولا هنّ زوجات.

لجنة المفقودين… خطوة نحو الحقيقة المؤلمة

بحسب ما تم تداوله مؤخراً، فإن الحكومة السورية تعمل على وضع آلية لتشكيل لجنة مستقلة تُعني بكشف مصير المفقودين، وجمع الأدلة والشهادات، والتواصل مع جميع الأطراف الفاعلة. اللجنة المرتقبة ستكون، ولأول مرة، معنية بشكل رسمي ومنهجي بملف طال تهميشه رغم فداحته، وتُعطي صوتاً لمن خُنقت أصواتهم خلف القضبان.

ويؤكد مراقبون أن إنشاء هذه اللجنة ليس فقط مسعى إنساني، بل أيضاً خطوة على طريق المساءلة والمحاسبة.

لا نريد سوى الحقيقة… حتى لو كانت موجعة

رسالة يتردد صداها في كل بيت سوري فقد أحد أبنائه، في كل أم تنتظر، في كل طفل لم يرّ والده منذ سنوات، في كل زوجة تنام على سرير فارغ منذ زمن. الآلاف لا يطالبون بمعجزات، بل ب”الحقيقة”… حتى لو حملت معهم خبر الموت، فاليقين خير من الانتظار الذي لا يرحم

هل تنجح اللجنة في كسر الصمت؟

التحديات هائلة، والمعوقات السياسية والأمنية لا يمكن تجاهلها، لكن كثيرين يرون أن بدء هذه الخطوة، مهما كانت صغيرة،يعني كسر جدار الصمت والنسيان. وإن تشكيل لجنة المفقودين، قد لا تُعيد الحياة لمن غيبهم الظلم، لكنه قد يعيد بعض الكرامة للذاكرة، ويمنح أسرهم الحق في الحداد، والحق على معرفة الحقيقة.

في بلاد أنهكها الموت، ربما تكون الحقيقة أملاً، ولو تأخر كثيراً. ولعل هذه اللجنة المرتقبة تكون بداية فصل جديد، فصل لا بخاف من كشف الوجع، بل يعترف به، ليبدأ شفاءً طال انتظاره.

سولين غزيم

صحفية سورية متخصصة فى الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى