عرب وعالم

أستراليا تبرز كلاعب رئيسي في سباق الحوسبة الكمية عبر شراكة مع مايكروسوفت

في وقت يتسابق فيه العالم نحو السيطرة على مستقبل الحوسبة الكمية، تزداد أستراليا حضوراً كلاعب رئيسي بفضل استثمارات حكومية طويلة الأمد بدأت منذ تسعينيات القرن الماضي، و culminated بدور بارز في تطوير معالج “Majorana 1” الكمي لشركة مايكروسوفت، بمساهمة من باحثين في جامعة سيدني.

 

خلفية تاريخية واستثمارات ضخمة

 

الحوسبة الكمية، التي تستغل خصائص فيزياء الجسيمات دون الذرية لتقديم قدرات غير ممكنة بالحواسيب التقليدية، وجدت في أستراليا بيئة خصبة منذ الأبحاث الأكاديمية الرائدة في التسعينيات. وقد أسست الحكومة مؤخراً استراتيجية وطنية للحوسبة الكمية، ترافقت مع استثمارات كبرى مثل:

 

ضخ 940 مليون دولار أسترالي في شركة PsiQuantum الأمريكية – التي أسسها عالم أسترالي – لإنشاء أول مركز كامل للحوسبة الكمية في بريزبن.

 

إنشاء صندوق Quantum Australia بقيمة 20 مليون دولار أسترالي لتعزيز التعاون والبحث.

 

استثمار 13 مليون دولار في شركة Quantum Brilliance المتخصصة في تقنيات الألماس الصناعية.

 

سيدني مركز عالمي للأبحاث الكمية

تحتضن جامعة سيدني مركز النانو العلمي (بتكلفة 150 مليون دولار أسترالي)، الذي يضم حواسيب كمية متطورة وغرفاً فائقة العزل الصوتي والاهتزازي. ومن هذا المركز انطلقت شركات ناشئة مثل Emergence Quantum، التي أسسها عالما الفيزياء ديفيد رايلي وتوماس أوهكي بعد عملهما في أبحاث مايكروسوفت بسيدني، لتقديم حلول عملية تسهّل انتقال تقنيات الكم من المختبر إلى السوق.

 

شركات أسترالية على رادار البنتاغون

 

التطور الأسترالي لم يقتصر على الجانب الأكاديمي، بل اجتذب اهتماماً دولياً متزايداً:

 

Diraq وSilicon Quantum Computing تم اختيارهما للمشاركة في المرحلة الأولى من برنامج Quantum Benchmarking التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.

وكالة DARPA منحت شركـة Q-CTRL الأسترالية عقوداً بقيمة 24 مليون دولار لتطوير تقنيات استشعار كمية للمركبات العسكرية.

شركة DeteQt، المتخصصة في أجهزة الاستشعار الكمية للملاحة تحت الماء، حصلت على عقد دفاعي بقيمة 3.3 مليون دولار مع البحرية الأسترالية، كما تعمل على تطبيقات طبية وصناعية.

جدل حول الإنفاق الحكومي

رغم الانتقادات بشأن توجيه أموال دافعي الضرائب لمشروعات قد لا تؤتي ثمارها سريعاً، يرى المستثمرون أن الدعم الحكومي جعل أستراليا محوراً رئيسياً في خريطة الحوسبة الكمية العالمية. وتقول أليكس روميرو، من صندوق الاستثمار Main Sequence:

“لطالما كانت أستراليا مصنعاً للبحث والتطوير. نحن ننتج علماء ومؤسسين بارعين، لكنهم يغادرون للخارج. هدفنا أن يعودوا ويبنوا شركاتهم هنا.”

مستقبل الكم في أستراليا

مع تصاعد الاستثمارات وتكثف الشراكات مع عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت، تبدو أستراليا على الطريق لتكون من أبرز البيئات العالمية في تطوير الحوسبة الكمية، ليس فقط كباحث علمي، بل كلاعب صناعي وتجاري قادر على تحويل النظرية إلى تطبيقات واقعية في مجالات الدفاع، الطب، والطاقة.

اقراء أيضاً: 

«المذيعة أم منديل».. سما المصري تسخر من ياسمين الخطيب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى