الاقتصاد

خطة ترامب لغزة: خطوة تستحق التقدير رغم التحديات

في 29 سبتمبر 2025، وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن عن خطة من 20 بندًا لتحقيق ما سماه “السلام الأبدي” في غزة. وبينما قد تبدو هذه الخطة كغيرها من المبادرات السابقة التي تكررت منذ اندلاع الحرب عام 2023، إلا أنها تحمل في طياتها تغييرات جوهرية في مواقف كل من أمريكا، إسرائيل، وربما حتى حركة حماس.

ملامح الخطة

تركيز الخطة على مجموعة من المبادئ الأساسية، أبرزها:

 

الإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين.

 

نزع سلاح حماس مقابل العفو أو المنفى لقادتها ومقاتليها.

 

تشكيل إدارة تكنوقراطية خالية من حماس، بإشراف مجلس دولي يقوده ترامب.

 

انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من غزة، مع تسليم الأمن إلى قوة دولية وشرطة فلسطينية جديدة.

 

إعادة إعمار غزة، مع إصلاحات في السلطة الفلسطينية قد تقود لاحقًا نحو حل الدولتين.

 

تغير الموقف الأمريكي

 

قبل أشهر فقط، كان ترامب قد لمح إلى إمكانية “إفراغ غزة” لإقامة مشروع اقتصادي جديد، بل وسمح ضمنيًا بخطط اليمين الإسرائيلي المتشدد. لكن بعد الغارة الإسرائيلية على قطر في سبتمبر، أظهر ترامب تحولًا حاسمًا معلنًا أن “إسرائيل لن تحتل أو تضم غزة”، فاتحًا الباب مجددًا أمام خيار الدولتين.

 

انعطافة في سياسة نتنياهو

 

نتنياهو، الذي كان يرفض أي تسوية ويدعم استمرار الحرب، وافق على الخطة باعتبارها تحقق أهداف إسرائيل: تحرير الرهائن وإخراج حماس من الحكم. ورغم شعبيته المتراجعة، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت أن نحو 75% من الإسرائيليين يؤيدون الخطة، ما يعزز مكانتها كورقة انتخابية قوية له في انتخابات 2026.

 

موقف حماس المترقب

 

لم تصدر حماس ردًا رسميًا بعد، لكنها بدأت مشاورات داخلية. فإذا قبلت مبدئيًا التخلي عن السلاح والسلطة، فسيكون ذلك تحولًا تاريخيًا، باعترافها الضمني بأنها ليست الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

 

التحديات والعقبات

 

رغم التفاؤل، تظل المخاطر واضحة:

 

إمكانية رفض حماس للخطة، ما يعني استمرار المأساة.

 

احتمال توقيع نتنياهو أو حماس بنية تعطيل التنفيذ لاحقًا.

 

صعوبة ترتيب انسحاب القوات وتسلسل الخطوات.

 

تحديات إعادة الإعمار، وتمويله.

 

ضعف السلطة الفلسطينية وإمكانية فشل إصلاحها.

 

انعدام الثقة الشعبي بفكرة حل الدولتين.

 

أهمية الضغط الدولي

 

نجاح الخطة يتطلب ضغطًا مباشرًا وقويًا من ترامب على إسرائيل، ومن الدول العربية وتركيا على حماس. فالبدائل الأخرى ـ الاحتلال أو الفوضى أو عودة حماس للحكم ـ تبدو جميعها أسوأ بكثير.

 

 

رغم هشاشة التفاصيل وتعقيداتها، تبقى خطة ترامب أفضل أفق متاح لإنهاء الحرب في غزة. فهي لا تقدم حلاً سحريًا، لكنها تعيد التفاوض إلى أرض الواقع وتفتح نافذة أمل وسط المأساة المستمرة. ولهذا، يستحق ترامب وفريقه التقدير على هذه المبادرة التي قد تشكل نقطة تحول في واحدة من أعقد أزمات الشرق الأوسط.

اقرأ أيضاً:

زوجه تطلب الخلع أمام المحكمة بسبب إجبارها على تعاطي المخدرات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى