عربي وعالمي

كيف سيطر أنصار ترامب على وزارة الخارجية الأمريكية بتعيينات مثيرة للجدل

تأثير "زمالة بنجامين فرانكلين" على التحولات الإدارية في وزارة الخارجية

شهدت وزارة الخارجية الأمريكية زلزالًا إداريًا بعد تعيين لو أولوسكي، الموظف المغمور، مديرًا عامًا بالإنابة لجهاز الخدمة الخارجية، وهو منصب يُعد من بين الأرفع داخل الوزارة. جاء هذا التعيين رغم حداثة عهد أولوسكي بالوزارة التي التحق بها قبل أربع سنوات فقط، ما دفع نقابة العاملين إلى تشبيهه بـ”تكليف ضابط صغير بإدارة شؤون البنتاغون البشرية”.

الزمالة المحافظة سر الصعود المفاجئ

لا يكمن السبب في صعود أولوسكي في مؤهلاته المهنية، بل في عضويته في “زمالة بنجامين فرانكلين”، وهي شبكة محافظة من الدبلوماسيين تسعى لتعزيز النفوذ داخل الوزارة منذ عودة ترامب إلى الحكم.

أمريكا أولًا”.. العقيدة المعلنة للزمالة

تزعم الزمالة أنها غير حزبية، لكنها تدعم علنًا أجندة ترامب القائمة على السيادة الوطنية والتشكيك في الاتفاقيات الدولية وتعزيز الحدود. وقد صرح رئيسها فيل ليندرمان بأن هدفها هو دفع الدبلوماسية الأمريكية نحو “تكريس السيادة والتجارة العادلة”.

تغلغل متزايد في المناصب العليا

وفقًا لتحقيق أجرته “فاينانشيال تايمز”، فقد تولى 11 عضوًا في الزمالة مناصب عليا في الخارجية منذ تولي ترامب المنصب، من أبرزهم السفير السابق كريستوفر لاندو الذي أصبح نائبًا لوزير الخارجية. ويؤكد مسؤول بالوزارة أن “الولاء لترامب” أصبح المؤهل الأهم للترقية.

اتهامات بإنشاء “دولة عميقة لماغا”

ينفي مؤسسو الزمالة الاتهامات بالسعي لإنشاء دولة موازية، ويصرون على العودة للكفاءة بدلًا من “المساواة في النتائج”. غير أن موظفين في الوزارة يرون فيها رد فعل سلبيًا ضد سياسات التنوع والشمول، ويصفها البعض بأنها “انتقام الرجل الأبيض الفاشل”.

محاكاة لتجربة الجمعية الفيدرالية

يطمح القائمون على الزمالة لتكرار تجربة “الجمعية الفيدرالية”، التي أثرت بعمق على تشكيل السلطة القضائية خلال عهد ترامب، مؤكدين أنهم يستلهمون نموذجها بشكل مباشر.

تغييرات إدارية بعيدة عن الأضواء.. وعميقة التأثير

رغم الضجة التي تثيرها قضايا مثل إغلاق وكالة التنمية الدولية أو تقليص منح التأشيرات، إلا أن التغييرات في الهيكل الإداري تمر بهدوء. ويرى غريغوري ميكس، عضو الكونغرس، أن التعيينات الأخيرة تهدف لإحلال الموالين محل المهنيين، مشيرًا إلى استبعاد السفيرة المخضرمة مارسيا بيرنيكات واستبدالها بأولوسكي كدليل على ذلك.

نزيف الكفاءات في مواجهة الولاء الأيديولوجي

أعرب مراقبون عن قلقهم من موجة استقالات وتقاعد مبكر بين الدبلوماسيين المحترفين، معتبرين ذلك “نزيفًا غير مسبوقًا” للكفاءات، الأمر الذي قد يضعف قدرة الوزارة على إدارة السياسة الخارجية بفعالية.

من تطهير الدولة العميقة إلى صناعة أخرى بديلة؟

يرى بعض المحللين أن تعيينات ترامب تهدف لتفكيك ما يسميه بـ”الدولة العميقة”، فيما يحذر آخرون من أن ما يجري هو بناء دولة عميقة جديدة، هذه المرة على هوى حركة “ماغا” المحافظة.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى