أسعار الذهب تتراجع محليًا وعالميًا بفعل صعود الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، 4 سبتمبر 2025، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي الذي سجل أعلى مستوياته في أسبوعين، مدعومًا بتصريحات جديدة من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، جيروم باول.
وأكد سعيد أمبابي، المدير التنفيذي لمنصة تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في السوق المحلي تراجعت بنحو 20 جنيهًا للجرام خلال تعاملات اليوم. وسجل جرام الذهب من عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، نحو 4565 جنيهًا، مقارنةً بنحو 4585 جنيهًا في تعاملات يوم أمس. ويُعزى هذا التراجع إلى تأثر السوق المحلي بالضغوط العالمية على المعدن النفيس، نتيجة قوة الدولار الأمريكي.
الذهب عالميًا يفقد 8 دولارات للأوقية
وعلى الصعيد العالمي، تراجعت أسعار الذهب في السوق الفوري بنحو 8 دولارات للأوقية (الأونصة)، ليسجل سعر الأوقية نحو 1,663 دولارًا مقارنة بـ 1,671 دولارًا في جلسة أمس. وجاء هذا التراجع على خلفية ارتفاع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، ليقترب من أعلى مستوياته في أسبوعين، مما ضغط على أسعار المعادن المقومة بالدولار، وعلى رأسها الذهب.
تصريحات باول تضغط على الأسواق
وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد ألقى كلمة مؤخرًا أكد فيها استمرار السياسة النقدية المتشددة لمكافحة التضخم، مشيرًا إلى أن أسعار الفائدة قد تبقى مرتفعة لفترة أطول من المتوقع. وأثارت تصريحاته مخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، لكنها في الوقت ذاته عززت من قوة الدولار، الذي يُعد ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين.
توقعات بمزيد من التذبذب
ويرى محللون أن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من التذبذب في الفترة المقبلة، خاصة في ظل حالة الترقب التي تسود الأسواق قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية يوم الجمعة، والتي قد تعطي مؤشرات جديدة حول توجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. وتشير التوقعات إلى أن استمرار صعود الدولار قد يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الذهب، بينما قد تعزز أية إشارات على ضعف سوق العمل الأمريكي من احتمالات توقف الفيدرالي عن رفع الفائدة، مما قد يدفع بأسعار الذهب للارتفاع مجددًا.
حالة من الحذر في السوق المحلي
وفي مصر، أشار أمبابي إلى أن السوق المحلي يشهد حالة من الحذر في الشراء والبيع، وسط تذبذب الأسعار وتغيرها المستمر بفعل العوامل العالمية. وأضاف أن المستثمرين في الذهب يتابعون عن كثب التطورات الخارجية، خاصة تلك المتعلقة بالدولار والفائدة الأمريكية، نظرًا لتأثيرها المباشر على أسعار الذهب محليًا.
ختامًا
يظل الذهب أداة استثمارية مهمة، خصوصًا في أوقات التوترات الاقتصادية والجيوسياسية. ومع استمرار حالة الغموض في السياسات النقدية العالمية، يُنصح المستثمرون بمراقبة الأوضاع عن كثب قبل اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، خاصة في ظل التغيرات السريعة التي تشهدها الأسواق خلال الفترة الراهنة.