الوكالات

بين واشنطن وبكين: هل تنجح زيارة شي في كسب حلفاء جدد وتخفيف التوترات؟

في جولة دبلوماسية محورية، يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة لجنوب شرق آسيا، في محاولة لتعزيز النفوذ الاقتصادي الصيني وسط تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. ووفقًا لتقرير The Guardian، تأتي هذه الزيارة في لحظة حرجة تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، حيث تسعى بكين لتقديم نفسها كبديل أكثر استقرارًا لشركاء الاقتصاد العالمي.

🇨🇳 الصين تتحرك: جولة استراتيجية في قلب آسيا

تنطلق جولة شي جين بينغ من فيتنام، وتشمل ماليزيا وكمبوديا، وتصفها بكين بأنها ذات “أهمية كبرى”. تهدف الجولة إلى توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة، أبرزها تطوير شبكة السكك الحديدية في فيتنام.

 منافسة محتدمة: بكين مقابل واشنطن

في ظل حرب تجارية متصاعدة، تحاول الصين الترويج لنفسها كقوة تجارية عقلانية في مقابل السياسات العقابية التي ينتهجها البيت الأبيض. فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 145% على الواردات الصينية، ما دفع بكين للرد برسوم انتقامية وصلت إلى 125%.

 التأثير الإقليمي: ضغوط على فيتنام وكمبوديا

تعرّضت دول مثل فيتنام وكمبوديا لضرر بالغ بسبب الرسوم الأمريكية التي طالت صناعاتها الحيوية. تسعى هذه الدول اليوم إلى تجنّب الانحياز لأي طرف، مع محاولة الحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع الطرفين.

 علاقات مرنة وتوازن حساس

تحاول فيتنام تحقيق توازن بين عملاقين اقتصاديين. وعلى الرغم من تقديم تنازلات لواشنطن، تجد نفسها في موقف حساس، خاصة بعد تفوق فائضها التجاري مع أمريكا على 123 مليار دولار.

 كمبوديا وماليزيا: الحلفاء القدامى في مواجهة الأزمة

تواجه كمبوديا تهديدًا لصناعتها النسيجية، التي تشكل ربع اقتصادها. أما ماليزيا فتأمل في تقوية علاقاتها التجارية مع الصين، وسط تأكيدات متبادلة على عمق الروابط السياسية والاقتصادية.

 تحليل: الصين تعزز صورتها كقوة مسؤولة

يقول خبراء إن الصين ستحاول خلال هذه الجولة تقديم نفسها كحامية للنظام التجاري العالمي، في وقت تتعرض فيه سياسات أمريكا لانتقادات باعتبارها “انفرادية وتخريبية”.

 ختام: الطريق لا يزال طويلًا

فيما تحاول الدول الصغيرة الحفاظ على مصالحها وسط عملاقين يتصارعان، يبدو أن نتائج هذه الجولة لن تكون مجرد رمزية، بل بداية لإعادة تشكيل خريطة الشراكات في آسيا.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى