صحف وتقارير

بومبيو يحذر ترامب من مكافأة بوتين في أوكرانيا

حذّر وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو من خطورة أي تسوية سياسية قد يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الأزمة الأوكرانية، تقوم على منح موسكو اعترافًا بضم مناطق في الشرق الأوكراني.

وأكد أن مثل هذا التوجه سيشكل “مكافأة مباشرة لبوتين على عدوانه”، ويرسل إشارة سلبية للطغاة في العالم بأن استخدام القوة والعنف قد يحقق مكاسب سياسية.

لقاءات ترامب ومحاولات التسوية

وأوضح بومبيو في مقال تحليلي أن لقاءات ترامب الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى جانب عدد من القادة الأوروبيين، عكست التزامه بمحاولة إنهاء حرب استمرت أكثر من ثلاث سنوات.

لكنه شدد في المقابل على أن أي تسوية يجب أن تحافظ على سيادة أوكرانيا كاملة، وألا تمنح روسيا فرصة لتكرار اعتداءاتها العسكرية مستقبلًا.

خطوط حمراء في شرق أوكرانيا

وأشار المقال إلى أن بوتين يطالب بتنازل كييف عن إقليمي دونيتسك ولوهانسك مقابل وقف الحرب، وهو ما وصفه بومبيو بـ”الكارثة الاستراتيجية”.

فهاتان المنطقتان تمثلان القلب الصناعي لأوكرانيا وخط دفاعها الشرقي الأساسي، والتنازل عنهما سيُضعف فرص إعادة الإعمار ويُشجع موسكو على التمادي في غزوها بدلاً من التراجع.

تداعيات دولية واسعة

وحذّر بومبيو من أن الاستجابة لمطالب الكرملين لن تقتصر آثارها على أوكرانيا فقط، بل ستفتح الباب أمام قوى دولية أخرى للتحرك عسكريًا.

وأشار إلى أن الصين قد تجد في ذلك ذريعة للتحرك ضد تايوان، كما ستتزايد مخاوف دول البلطيق ومولدوفا من أن تكون الهدف المقبل لروسيا.

ضمانات أمنية لأوكرانيا

وأكد الوزير الأمريكي السابق أن أي اتفاق سلام لا يتضمن ضمانات أمنية قوية وملموسة سيكون عديم القيمة.

واقترح أن تشمل هذه الضمانات نشر قوات أوروبية على الحدود الشرقية لأوكرانيا ودعمًا أمريكيًا واضحًا، مذكرًا بفشل مذكرة بودابست لعام 1994 التي لم تمنع روسيا من غزو أوكرانيا لاحقًا.

تحذير من الاسترضاء

وفي ختام مقاله، شدد بومبيو على أن القبول بشروط بوتين لن ينهي الحرب، بل سيؤدي إلى اندلاع صراع جديد في المستقبل.

وأكد أن سياسة الاسترضاء لا تردع الديكتاتوريين، بل تغريهم بمزيد من التوسع، مشبهًا الأمر بمحاولة “إطعام التمساح على أمل أن يلتهمك في النهاية آخرًا”.

اقرا ايضا:  روسيا تربك مبادرة ترامب للسلام في اوكرانيا بشرط الفيتو علي الضمانات الأمنية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى