لام شمسية ولام قمرية.. وطفل اسمه ياسين بين الضوء والظل

لام شمسية ولام قمرية..
واحدة نقولها، وواحدة خفية..
القمرية واضحة، زي الباب والعين والقلب.
والشمسية متخبية، زي السر والذنب.
اللام القمرية تُرى وتُقال، والشمسية لا تُنطق، وكأنها تختبئ خلف الحروف.
لكن.. مش كل المكتوب يتقال.
وفي مدرسة الكرمة الخاصة بدمنهور، سُطِر فصلٌ كامل من الألم، لكن الحروف كانت تتهجى الخوف، والسكوت، والتجاهل.
ما الذي حدث لياسين
الواقعة ما زالت أمام المحكمة، النيابة أحالتها بعدما وجدت أدلة كافية.
نحن لا نحاكم، لكننا نحاول الفهم، ونحاول أن نُنصت لما لا يُقال.
في صورة أعيد نشرها، يظهر باب قديم يربط بين المدرسة وجراج مجاور.
الباب أُغلق لاحقًا، لكن الأرض ما زالت تحتفظ ببصمات الحكاية.
هل خرج الطفل من هذا الباب؟ أم من بوابة المدرسة؟
أين الكاميرات؟ لماذا لم توثق خروجه؟
هل تم إغلاق الباب لاحقًا لإخفاء ما حدث؟
صوت الطفل لا يكذب
ياسين – الطفل الذي وُصف بأنه تعرّض للتحرش – تحدث.
قال إن الواقعة حدثت داخل جراج مهجور.
أشار إلى سيارة حمراء، لا تتحرك من مكانها.
السيارة ما زالت هناك، في الجراج نفسه، حتى هذه اللحظة.
كيف لطفل أن يصف بدقة ما لم يره؟
كيف خرج من المدرسة وعاد، دون أن يراه أحد؟
هل كانت “الدادة” معه؟ ولماذا لم تُسأل؟ ولماذا لم يُفتح تحقيق شامل من البداية؟
المتهم: “أنا مريض.. ولم يتعرف عليّ”
في المحكمة، قال المتهم إنه لم يرتكب شيئًا.
تحدث عن جراحة في القلب، عن شيخوخة، عن ضعف.
قال إن الطفل تعرف عليه مرتين فقط، ثم لم يعرفه بعد أن خلع نظارته.
وقال: “أنا راجل كبير.. إزاي أعمل
كده؟”.
لكنه لم يُنكر وجوده في المدرسة.
ولم يُفسر كيف عرف الطفل السيارة، ولماذا أصرّ على الجراج.
أين العدل؟ وأين المدرسة؟
المدرسة أنكرت.
لم تُسلم التسجيلات.
لم تُوقف العامل المشتبه فيه.
لم تشرح كيف خرج الطفل، ولا لماذا كان يدخل متأخرًا دون متابعة.
أين كانت الإدارة القانونية؟ أين كان الأمن؟
بل أين كانت وزارة التربية والتعليم؟
الوزارة: بيان جاء بعد صراخ الصمت
بيان الوزارة جاء بعد أكثر من سنة من الواقعة.
قالت إنها “ستتخذ إجراء صارم بعد صدور الحكم”.
لكن ماذا عن العاملة التي أنكرت كل شيء؟
ماذا عن حالات أخرى لم تُذكر؟
ماذا عن “ياسمين” في مدرسة المرج؟
وماذا عن الطفلة الأخرى في مدرسة فضل؟
هل العدل يحتاج إلى ضوء؟
لو لم يكن الطفل قد تعرض لأي شيء، فلماذا تقاتل أسرته منذ أكثر من عام؟
لماذا كشف طبي، وضغوط نفسية، وتكذيب وتشكيك؟
هل يبحثون عن شهرة؟ أم عن عدالة؟
بل إن أحدهم عرض على الأسرة 30 ألف جنيه من الذهب، فرفضوا!
لو كان هدفهم المال، لقبلوا.
لكنهم قالوا: “نريد حق ابننا.. فقط”.
#حق_ياسين.. حق مجتمع كامل
القصة ليست عن ياسين فقط، بل عن كل طفل لم يُسمع صوته.
عن كل أم خافت أن تتكلم.
عن كل مدرسة قررت أن تتستر بدلاً من أن تواجه.
رسالة إلى كل ولي أمر
تابع ابنك.
اصغِ إليه.
آمن بكلامه حتى إن كان غير مترابط.
اسأله عن يومه.
علمه أن جسده ملكه، لا يُلمس، ولا يُقارن، ولا يُؤخذ منه شيء دون إذنه.