صحف وتقارير

الأرجنتين تتجه نحو اقتصاد حر: دعم نقدي ضخم وإصلاحات جذرية

إصلاح اقتصادي جريء في الأرجنتين بقيادة ميلي

أعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي عن برنامج اقتصادي ضخم بدعم من صندوق النقد الدولي بقيمة 20 مليار دولار، يهدف إلى تحرير جزئي لسعر صرف البيزو وتخفيف القيود على حركة رؤوس الأموال. يتضمن الاتفاق ضخ 12 مليار دولار فورًا، و3 مليارات لاحقًا، بالإضافة إلى تمويلات خارجية إضافية من بنوك دولية وخط مبادلة مع الصين.

ردود فعل متباينة في الداخل

فيما عبّر ميلي عن تفاؤله بتحول الأرجنتين إلى نموذج للنمو العالمي، واجه البرنامج معارضة داخلية قوية، تمثلت في إضراب عام شل حركة النقل وتسبب في تكدس النفايات، تعبيراً عن رفض الشارع لسياسات التقشف.

من الركود إلى النمو

استلم ميلي الحكم في ديسمبر 2023 في ظل أزمة تضخم خانقة وإنفاق حكومي مفرط. بفضل خفض سريع في الإنفاق، شهدت البلاد تراجعاً في التضخم وتحولاً تدريجياً نحو النمو، كما انخفضت معدلات الفقر من 53% إلى 38%.

الرسم البياني: الاقتصادي

تحرير تدريجي لسعر الصرف

كان البنك المركزي يعتمد على نظام “الزحف التدريجي” لتخفيض قيمة البيزو. لكن ذلك خلق بيئة غير مستقرة، مع تضخم العملة المحلية وتآكل الاحتياطيات الأجنبية. في 14 أبريل، تحوّل النظام إلى سعر صرف أكثر مرونة ضمن نطاق 1000–1400 بيزو للدولار، مع تدخل محدود للبنك المركزي فقط عند الضرورة.

مخاطر تضخم جديدة تلوح في الأفق

رغم نية السيطرة على التضخم، أدّى تراجع البيزو بنسبة 12% خلال يوم واحد إلى مخاوف من موجة تضخمية جديدة، قد تصل إلى 5% شهرياً. ويخشى كثيرون أن يقوّض ذلك القاعدة الشعبية لميلي، خصوصاً مع اقتراب انتخابات منتصف المدة.

القيود على رؤوس الأموال: تخفيف لا تحرير كامل

رغم تخفيف بعض القيود، لا تزال الحكومة تحتفظ بضوابط أساسية، منها تلك المتعلقة بأرباح المستثمرين الأجانب المحتجزة. الهدف هو الحفاظ على الاستقرار ومنع هروب مفاجئ لرأس المال.

تأثيرات عالمية قد تعرقل الإصلاحات

تشهد الأسواق العالمية اضطرابات بسبب سياسات الحماية التجارية، خاصة من الولايات المتحدة. وقد تؤثر هذه التطورات على صادرات الأرجنتين من السلع الأساسية، ما يصعب على الحكومة جمع احتياطيات نقدية مستدامة.

اضطرابات سياسية قد تعيق الإصلاح

يواجه ميلي ضغوطاً سياسية متزايدة، منها رفض تعييناته القضائية وفتح تحقيقات برلمانية ضده، فضلاً عن معارضة البيرونيين واحتمال عودتهم إلى الواجهة، خاصة في حال فشل إصلاحاته في كبح التضخم.

فرصة غير مسبوقة رغم التحديات

رغم صعوبة المسار السياسي والاقتصادي، تُظهر الأسواق تفاؤلاً حذراً. يرى كثيرون أن نجاح ميلي في القضاء على السياسات الاقتصادية البيرونية يمثل مفتاح الاستقرار في البلاد، لكن نجاحه يعتمد على احتواء التضخم، والحفاظ على التأييد الشعبي، وكسب دعم القوى السياسية المعتدلة.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. عمل في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، وتولى إدارة محتوى في مواقع إخبارية مثل "أخباري24" والموقع الألماني "News Online"، وغيرهم, حيث قاد فرق التحرير وواكب التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى