الوكالات

استعراض القوة الجوية للصين يفوق التوقعات

تجري في بكين الاستعدادات لما يُتوقع أن يكون واحداً من أكبر العروض العسكرية في الصين منذ سنوات. ورغم أن معدات القوات البرية أثارت إعجاب المراقبين بالفعل، يرى المحللون أن الجزء المخصص للقوة الجوية قد يشكل اللحظة الأبرز في العرض.

صرح أندرياس روبريشت، الخبير البارز في شؤون الطيران العسكري الصيني، لموقع Defence Blog إن حجم التدريبات وحده تجاوز التوقعات. وأضاف: «بصراحة — وبالتركيز فقط على قطاع الطيران وما يُتوقع أن تكشفه الصين — فإن مجرد التدريبات على العرض تجاوزت بالفعل كل ما كان يمكن تصوره (وربما وحدها مشاركة القاذفة الشبح H-20 ستكون المفاجأة الحقيقية الآن)».

 

منصات جوية متطورة لم تعد تثير الدهشة

 

سبق للصين أن كشفت عن طائرات متقدمة في عروضها العسكرية، لا سيما في عام 2019 بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، حين ظهرت لأول مرة مقاتلة الشبح J-20 وطائرات J-16 وJ-10C، وطائرة النقل Y-20A، وطائرة التزود بالوقود YY-20A، والقاذفة H-6N، إضافة إلى أنظمة مسيّرات مثل WZ-8 وGJ-11. واليوم، أصبحت هذه المنصات مألوفة ولم تعد محور الاهتمام. وبحسب روبريشت، فإن تأكيد دخول مقاتلة J-20A وخيارها ثنائي المقعد J-20AS إلى خدمة سلاح الجو التابع لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) يعدّ من أبرز التطورات خلال هذا العام. وقال أيضاً: «كما تم تأكيد دخول المقاتلة J-35A للخدمة في سلاح الجو، إضافة إلى نسختها البحرية J-35».

 

نسخ مطوّرة من J-15 وطائرات إنذار مبكر متقدمة

استعراض القوة الجوية للصين يفوق التوقعات

 

ومن اللافت أيضاً ظهور طائرة الإنذار المبكر المحمولة جواً KJ-600 التابعة للقوات البحرية إلى جانب نسخ مطوّرة من المقاتلة البحرية J-15، تشمل J-15DH وJ-15DT (نسخة الحرب الإلكترونية) وJ-15T القابلة للإقلاع بالمنجنيق والمزودة بصواريخ بعيدة المدى PL-15. كما تضم التشكيلة طائرة النقل Y-20B المطوّرة ومنصات للحرب الإلكترونية مثل J-16D.

غير أن روبريشت حذّر من أن هذه العروض قد تطغى عليها أنظمة أكثر تطوراً، وقال: «للأسف، يتم تهميش أنواع مثل KJ-500A وطائرات الحرب الإلكترونية الأخرى مثل Y-9Z (GX-12) وY-9LG (GX-13)، وكذلك Y-9QF (GX-15)، وهي أحدث طائرات الحرب المضادة للغواصات، لصالح النقاط البارزة الأخرى».

 

المسيّرات القتالية تسرق الأضواء

 

ويعتقد روبريشت أن ما قد يجذب الانتباه أكثر هو الطائرات القتالية المسيّرة (UCAV). وأوضح: «قبل كل شيء، هناك المسيّرة GJ-11 مجدداً — بما في ذلك نسختها البحرية GJ-11J (أو GJ-21؟) — وأخيراً مسيّرات CCA/UCAV التي عُرضت لأول مرة مؤخراً، ولا تزال مخفية بحذر تحت الأغطية، وقد يُعرض منها حتى أربعة أنواع مختلفة».

طوّرت صناعة الدفاع الصينية قدراتها في مجال الطيران بسرعة خلال العقدين الماضيين، في محاولة لمنافسة الهيمنة الغربية على مجال الطائرات المأهولة وغير المأهولة. ويمثل العرض العسكري القادم فرصة للمراقبين والمحللين الاستخباراتيين (OSINT) لتأكيد وجود منصات تُتداول حولها الشائعات منذ فترة طويلة وتقييم مدى دمجها في هيكل القوات المسلحة الصينية.

روبريشت: المسيّرات القتالية أبرز مفاجآت العرض الصيني

اقرأ أيضاً

روسيا تعيد تشغيل المزيد من دبابات T-62 رغم الخسائر في ساحة المعركة

حدث استثنائي يراقبه العالم عن كثب

 

وختم روبريشت قائلاً: «بشكل عام، إنه حدث استثنائي وكنز حقيقي من الأنظمة الجديدة لجميع المتخصصين في تحليل المعلومات المفتوحة». هذا العرض، الذي سيجمع بين الأنظمة التقليدية والمتطورة، يبرز جهود بكين لعرض قوتها في مجالات متعددة. أما خصومها الإقليميون — مثل اليابان وتايوان والفلبين — فسيتابعون العرض عن كثب لمعرفة ما يكشفه عن تطور الاستراتيجية العسكرية الصينية.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى