تنظر محكمة جنايات الجيزة خلال الأيام المقبلة واحدة من القضايا المثيرة التي شغلت الرأي العام، والمتهمة فيها عصابة نسائية مكوّنة من ثلاث فتيات باستدراج عدد من الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتصويرهم في أوضاع مخلة، ثم ابتزازهم ماليًا مقابل عدم نشر الصور. القضية كشفت عن تفاصيل صادمة لأسلوب جديد من أساليب النصب الإلكتروني، استخدمته المتهمات لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

بداية الواقعة

تعود تفاصيل القضية إلى بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية من أحد الشباب، يفيد بتعرّضه للابتزاز من قبل فتاة تعرّف عليها عبر موقع “فيسبوك”، حيث أقنعته بالدخول في محادثة مصوّرة، وتم تسجيلها دون علمه. وبعد أيام، تلقى رسائل من أرقام مجهولة تطالبه بتحويل مبلغ مالي قدره 50 ألف جنيه مقابل عدم نشر الفيديو على الإنترنت.

وبعد جمع التحريات، تبيّن أن وراء الواقعة عصابة نسائية منظمة تستدرج ضحاياها بنفس الطريقة، وتعمل على نشر المقاطع أو بيعها في حال رفض الضحايا الدفع.

ضبط المتهمات وتحقيقات النيابة

تمكنت الإدارة العامة لمباحث الآداب من تحديد هويات الفتيات الثلاث بعد تتبّع الحسابات الإلكترونية المستخدمة في الجريمة.

وبعد استئذان النيابة العامة، أُلقي القبض عليهن في أحد الشقق بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وضُبط بحوزتهن هواتف محمولة تحتوي على صور ومقاطع فيديو لعدد كبير من الضحايا.

وخلال التحقيقات، اعترفن بارتكاب الواقعة، وأوضحن أنهن كوّنَّ العصابة منذ أكثر من عام، واستهدفن شبابًا من طبقات مختلفة، مستغلات حاجتهم العاطفية ورغبتهم في تكوين علاقات عبر الإنترنت.

قرار الإحالة

أمرت النيابة العامة بإحالة المتهمات إلى محكمة جنايات الجيزة بتهم تكوين جماعة إجرامية منظمة والابتزاز الإلكتروني ونشر صور خادشة للحياء العام والاستيلاء على أموال الغير بطرق احتيالية.

كما طالبت المحكمة بتوقيع أقصى عقوبة عليهن، مشيرة إلى أن هذه الجرائم تُعد من أخطر أشكال الجرائم الإلكترونية التي تهدد أمن المجتمع وسمعة الأفراد.

تحذيرات أمنية

وجّهت الأجهزة الأمنية تحذيرًا للمواطنين، خاصة الشباب، من الانسياق وراء العلاقات الإلكترونية المجهولة أو إرسال صور شخصية لأي طرف عبر الإنترنت.

كما شددت وزارة الداخلية على استمرارها في ملاحقة جرائم الابتزاز الإلكتروني، داعيةً كل من يتعرض لمثل هذه الوقائع إلى الإبلاغ الفوري عبر المنصات الرسمية، لضمان سرعة ضبط الجناة قبل تفاقم الأضرار

اقرا ايضا

القاهره والرياض ترسمان ملامح جديده لأمن الشرق الأوسط