فايننشال تايمز: Klarna وتحديات التمويل الجديد في مواجهة الأزمات الاقتصادية
تحديات Klarna في ظل الأزمات الاقتصادية

أعلنت شركة Klarna السويدية المتخصصة في خدمات “اشتر الآن، ادفع لاحقًا” (BNPL) عن شراكتها مع تطبيق توصيل الطعام DoorDash في خطوة تهدف إلى تعزيز نمو الشركة في الولايات المتحدة قبل طرحها للاكتتاب العام المرتقب. إلا أن هذه الشراكة أثارت موجة من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قارن المستخدمون بين استخدام الديون لتسديد تكاليف توصيل الطعام والقروض الفرعية التي تسببت في الأزمة المالية العالمية الأخيرة. هذا النقد يعكس الشكوك المستمرة حول نموذج BNPL الذي اعتمدته Klarna للنمو السريع.
الانتقادات والشكاوى:
واجهت Klarna ردود فعل واسعة النطاق على هذه الشراكة، مما دفع الرئيس التنفيذي للشركة، سيباستيان سييمياتكوفسكي، إلى الدفاع عنها علنًا رغم القيود المفروضة على تصريحاته بسبب فترة “الصمت” التي تسبق الاكتتاب العام. سييمياتكوفسكي أشار إلى أن “DoorDash تقدم العديد من المنتجات بخلاف الطعام”، مؤكدًا أنه يمكن للعملاء استخدام بطاقات الائتمان أيضًا. هذه الدفاعات لم تكن كافية لتهدئة المخاوف، حيث يعتقد النقاد أن استخدام BNPL للطعام يمكن أن يكون مدخلًا للديون غير المستدامة.

نموذج BNPL: الفرص والمخاطر:
يدافع مؤيدو Klarna عن النموذج باعتباره حلاً حقيقياً للأشخاص الذين لا يملكون وصولاً إلى ائتمان تقليدي عبر فيزا وماستركارد، مما يسمح لهم بشراء المنتجات عبر الإنترنت بدون دفع فوائد. ومع ذلك، يرى المشككون أن هذه الخدمة قد تؤدي إلى تراكم الديون بشكل غير مرئي من خلال دفع القروض من خلال عدة مزودين مختلفين. كما تشير الإحصاءات إلى أن نحو ثلث مستخدمي خدمات BNPL قد جمعوا قروضًا متعددة من مزودين مختلفين في عامي 2021 و2022، مما يضعهم في مواجهة مستويات غير قابلة للإدارة من الديون.
التحديات الاقتصادية:
رغم الشعبية المتزايدة لنموذج BNPL، فإن Klarna تواجه تحديات كبيرة في ظل التزايد المستمر في معدلات الفائدة التي تؤثر على تكلفة تمويل القروض. تزايدت تكاليف تمويل Klarna من 147 مليون دولار في 2022 إلى 503 مليون دولار في 2024، وهو ما يشير إلى التحديات التي يواجهها التمويل داخل هذا السوق. وبينما تواصل الشركة توسيع خدماتها لتشمل مجالات أخرى مثل البنوك الرقمية والإعلانات، يبقى التساؤل حول قدرتها على الصمود في مواجهة الركود الاقتصادي المحتمل.
التنوع والتوجهات المستقبلية:
تسعى Klarna لتوسيع نموذج أعمالها بعيدًا عن قروض BNPL قصيرة الأجل نحو تقديم خدمات ائتمانية تقليدية أكثر ربحًا. في عام 2017، أصبحت Klarna بنكًا مرخصًا في أوروبا، مما يتيح لها تمويل معظم قروضها باستخدام الودائع ذات التكلفة المنخفضة. كما تسعى الشركة إلى تقديم المزيد من الخدمات المالية عبر الإنترنت، بما في ذلك أدوات التسوق الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تحسين تجربة التسوق للعملاء.
الاستثمار في المستقبل:
على الرغم من التحديات الحالية، يظل لدى Klarna رؤية طويلة الأمد في السوق، مدفوعة برغبتها في التوسع في القطاع المصرفي الرقمي. المستثمرون الذين يسعون للحصول على جزء من الشركة قبل الاكتتاب العام يراهنون على هذه الرؤية المستقبلية، حيث يعتقد البعض أن Klarna يمكن أن تصبح “البنك الرقمي الكامل” في المستقبل، على غرار شركات مثل Revolut وMonzo.
بينما تواجه Klarna صعوبات في تحقيق أرباح مستدامة من نموذج BNPL، فإن تحولها نحو نموذج أعمال أكثر تنوعًا قد يعزز من مكانتها في السوق على المدى الطويل. ومع ذلك، يظل هناك العديد من التحديات التي قد تؤثر على استدامة هذا النموذج في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة.