محاولة اغتيال ترامب تهز أمريكا وتعيد تشكيل المشهد السياسي بالكامل
رصاصة واحدة أشعلت التحول: من انسحاب بايدن إلى صعود ترامب القوي

قبل عام من الآن، وفي لحظة حبست أنفاس العالم، تعرّض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال خلال تجمّع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، أُصيب فيها برصاصة في الأذن. وعلى الرغم من الدماء التي سالت على وجهه، وقف رافعًا قبضته وهتف بشراسة: “قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا”. هذه الصورة سرعان ما تحولت إلى رمز سياسي، غيّرت مجرى السباق الانتخابي وأجبرت الرئيس جو بايدن على الانسحاب.
الانعطافة الحاسمة: من محاولة اغتيال إلى انسحاب بايدن
بعد ثمانية أيام فقط على الحادث، أعلن الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، بعد إصابته بفيروس كوفيد-19 وتزايد الضغوط الداخلية من حزبه. الانسحاب المتأخر أثار صدمة في أوساط الديمقراطيين، خاصة بين الشباب الذين شعروا بخيانة المؤسسة السياسية لتطلعاتهم.

من “الناجي المعجزة” إلى زعيم فوق العادة
الحدث حول ترامب من مرشح مثير للجدل إلى زعيم “أسطوري” في نظر أنصاره. صوره المضرجة بالدماء انتشرت على القمصان والجدران، والبيت الأبيض لم يخلو من تذكارات تلك اللحظة. وصف أنصاره نجاته بأنها “معجزة إلهية”، وهو نفسه قال: “أنقذني الله لأجعل أمريكا عظيمة من جديد”. هذه الحالة دفعت ترامب لتبنّي نهج سياسي أكثر حدة واستعلاء، مدفوعًا بإحساس رسالي.
أزمة الحزب الديمقراطي: فراغ في القيادة وصراع داخلي
انسحاب بايدن خلق فراغًا خطيرًا داخل الحزب الديمقراطي. نائبة الرئيس، كامالا هاريس، وُضعت تحت ضغوط هائلة لقيادة حملة انتخابية خلال 107 أيام فقط. رغم بعض اللحظات البارزة، مثل مناظرتها مع ترامب، إلا أن الحزب فشل في كسب ثقة الناخبين، سواء عبر المجمع الانتخابي أو التصويت الشعبي. الأزمة فجّرت تمردًا شبابيًا داخل الحزب، وأعادت الزخم لحركات يسارية مثل بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز.

صعود ترامب كرمز ثوري مضاد للمؤسسات
تكرّست في أذهان كثير من الأميركيين صورة ترامب ليس فقط كزعيم منتخب، بل كشخصية “مقدّسة” نجت من الموت. هذا السياق منح حملته زخمًا ثوريًا، وشجّع شخصيات كبرى مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ على تأييده علنًا، بل وتعديل سياسات شركاتهم الإعلامية بما يتماشى مع رؤيته، مثل رفع القيود عن المحتوى السياسي عبر “ميتا”.

رئاسة لا تعترف بالحدود
منذ لحظة نجاته، بدا أن ترامب بات أكثر إصرارًا على تنفيذ أجندته بالكامل، وبأقصى سرعة. لا مساومات، ولا تردد. يقول المراقبون إن الحادث عزّز قناعته بحدسه، وأشعره بأن الوقت ثمين ويجب استغلاله حتى آخر لحظة. هذه الروح جعلته يتصرف كرئيس لا يعرف الكوابح.
لحظة مفصلية أعادت تشكيل أمريكا
ما جرى في يوليو 2024 لم يكن مجرد حادث أمني، بل لحظة سياسية مفصلية غيّرت ترامب، وخلخلت النظام الحزبي، وقلبت الحسابات الانتخابية رأسًا على عقب. وبعد مرور عام، ما زال الأميركيون يعيشون في ظل تلك اللحظة التي جمعت بين الدماء والتحدي، وبين الشجاعة والاضطراب،لترسم مستقبلًا جديدًا للسياسة الأميركية.