الرياضة

كاستر سيمينيا تنتصر جزئيًا في معركتها القضائية: “حقوق الرياضيين أولًا”

انتصار جزئي لكاستر سيمينيا في معركتها القضائية: "حقوق الرياضيين فوق كل اعتبار"

في تطور مهم لقضيتها الممتدة منذ سنوات، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بعدم حصول العدّاءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا على محاكمة عادلة، في معركتها ضد اللوائح التي أجبرتها على خفض مستوى هرمون التستوستيرون للمشاركة في مسابقات السيدات.

نصر قانوني لا يُغيّر القواعد… لكنه يعيد الأمل

رغم أن قرار المحكمة لا يُلغي اللوائح التي أنهت فعليًا مسيرة سيمينيا الرياضية، إلا أنه اعتبر أن المحاكم السويسرية فشلت في إجراء مراجعة قضائية صارمة لمدى تأثير تلك القواعد على حقوقها الشخصية. وبهذا، منحت المحكمة الأوروبية العدّاءة تعويضًا ماليًا قدره 80 ألف يورو، وأتاحت إمكانية إعادة القضية إلى المحكمة الفيدرالية السويسرية لإعادة النظر.

سيمينيا: حان الوقت لاحترام الرياضيين

خارج قاعة المحكمة، تحدثت سيمينيا للصحفيين قائلة: “هذا انتصار عظيم لي، وعظيم لكل الرياضيين… علينا أن نحترم الرياضيين ونضع حقوقهم أولًا”.

وأضافت: “النضال لن ينتهي، طالما هناك ظلم، سنقاتل حتى النهاية”.

مسيرة بطولية وسط القيود

سيمينيا، التي تُعد واحدة من أبرز العدّاءات في سباقات 800 متر، أحرزت ميداليتين ذهبيتين في أولمبياد 2012 و2016، إلى جانب ثلاثة ألقاب عالمية، ورغم ذلك تم تقييد مشاركاتها بسبب ما يُعرف بـ”الاختلاف في التطور الجنسي” (DSD) – وهي حالة بيولوجية تؤدي إلى ارتفاع طبيعي لهرمون التستوستيرون في جسدها.

لوائح مثيرة للجدل… وتجربة مريرة مع الأدوية

بين عامي 2011 و2015، خضعت سيمينيا للعلاج الهرموني الموصى به من الاتحاد الدولي لألعاب القوى، لكنها شبّهت التجربة فيما بعد بأنها كانت “فأر تجارب بشري”، وأشارت إلى معاناة جسدية ونفسية شديدة، من بينها الغثيان، نوبات هلع، وآلام مزمنة، رغم أنها واصلت تحقيق الإنجازات.

اقرأ أيضًا :

المحكمة الأوروبية: روسيا ارتكبت انتهاكات “واسعة وفاضحة” لحقوق الإنسان في أوكرانيا منذ 2014

جدل علمي وأخلاقي حول التستوستيرون

الاتحاد الدولي لألعاب القوى يرى أن تحديد نسب التستوستيرون ضروري لضمان العدالة في المنافسات النسائية. لكن معارضيه يشككون في الأساس العلمي لهذه السياسة، ويعتبرونها تمييزية وتنتهك حقوق الإنسان، خصوصًا حين تُفرض على النساء دون اعتبار لحالتهن البيولوجية أو النفسية.

كاستر سيميني                                                                 ا

معركة تتجاوز الرياضة: قضية حقوق إنسان

قالت سيمينيا في تصريح سابق لصحيفة جنوب أفريقية: “هذه المعركة لم تعد تتعلق بالمنافسة، بل أصبحت معركة من أجل حقوق الإنسان… من أجل حماية الرياضيين، أيًّا كانت هويتهم”.

ووصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” اللوائح المفروضة عليها بأنها “مهينة وتمييزية وتفتقر للأسس العلمية”، مشددة على أن الهيئات الرياضية الدولية كثيرًا ما تضع اللوائح بمعزل عن المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

اللجنة الأولمبية الدولية تحت المجهر

يتزامن الحكم الجديد مع نقاشات متزايدة داخل اللجنة الأولمبية الدولية حول احتمال إعادة فرض اختبارات تحديد الجنس في المسابقات، ما يزيد من أهمية قضية سيمينيا باعتبارها نقطة ارتكاز لحقوق النساء والرياضيين من ذوي الخصائص البيولوجية غير النمطية.

ختامًا… العدّاءة التي لا تستسلم

رغم كل الصعوبات، تواصل سيمينيا معركتها بإصرار. وعلى مدار عقد كامل (2009–2019)، سيطرت على سباقاتها في مواجهة جدل دائم حول “جنسها” البيولوجي، لكنها لم تتخلّ يومًا عن كرامتها ولا عن صوتها. واليوم، تقول بوضوح: “طالما هناك ظلم، فالنضال مستمر… حتى نصل إلى المحكمة، وأبعد من ذلك”.

أمنية السيد

أمنية السيد صحفية رياضية مصرية تحت التدريب، تهتم بتغطية الأخبار والتحليلات الرياضية محليًا ودوليًا، وتعمل على تطوير مهاراتها في كتابة التقارير الميدانية وإعداد المحتوى الرقمي المتخصص في شؤون الرياضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى