سارة باسكو: بين الأمومة والكوميديا، رحلة جديدة وأمومة مليئة بالفوضى
من العقم إلى الأمومة: كيف تكشف سارة باسكو عن تحوّلها في عرضها الجديد

كانت سارة باسكو، الكوميدية البريطانية الشهيرة، تسخر في عروضها من فكرة الإنجاب، فتقدم نكاتًا لاذعة عن الأشخاص الذين يسألونها بنية “الاهتمام”: “هل ستنجبين أطفالًا؟” وكأنهم يخشون أن تفوّت تجربة “تحوّل الحياة”. لكن باسكو، بطريقتها الساخرة، كانت ترد: “لكنني كنت على QI – أتعرفون برنامج QI؟ نعم، لم أكن أظن أنني أريده، حتى شاركت فيه، والآن أشعر أن حياتي كلها كانت تمهيدًا لتلك اللحظة! وفقًا لتقرير الجارديان
في الواقع، كانت باسكو تؤدي هذا الروتين المسرحي وهي تعاني بصمت من العقم. تقول اليوم إنها في ذلك الوقت لم تكن تضحك حقًا، بل كانت تحاول التغطية على ألمها. “لم أرد أن يتعاطف الجمهور معي، لم أكن مستعدة للاعتراف بأنني قد لا أنجب أبدًا.” حتى بعد زواجها من الكوميديان ستين راسكوبولوس، ظلت تحمل شعورًا بأن حلم الأمومة ربما لن يتحقق.

لكن الأمور تغيرت. فبفضل عمليات التلقيح الصناعي (IVF)، أصبحت سارة باسكو اليوم أمًا لطفلين – لكنها تصف حالتها بـ”المُستنزفة والمُهترئة” بعد إنجاب طفلين خلال عامين في الأربعينات من عمرها.

جولة جديدة بعنوان “أنا غلوب غريب”
تعود باسكو إلى المسرح بجولة تحمل عنوان “I Am a Strange Gloop” – وهي تلاعب ذكي على عنوان كتاب فلسفي (“I Am a Strange Loop”)، وفي ذات الوقت إشارة إلى مرحلة التحول التي يذوب فيها جسم اليرقة قبل أن يتحول إلى فراشة. العرض الجديد، حسب وصفها، يتناول صعوبات الأمومة، والهوية، وضياع الذات وسط الفوضى اليومية.
“كنت أفكر أن أُسمي العرض: ‘أنا على وشك الانهيار، تعالوا واضحكوا!'”، تقول باسكو ممازحة، لكنها اختارت بدلًا من ذلك عنوانًا فلسفيًا – رغم أنها لاحظت أن البعض، مثل ريلان سكوت، لم يفهم المقصود، ما جعلها تتراجع عن تكرار الشرح في المستقبل.

أمومة غير مؤدلجة
بعيدًا عن الصور الوردية، لا تسعى باسكو إلى تمجيد تجربة الأمومة. بل تتحدث بصراحة عن الأرق، والمهام المنزلية المرهقة، والعبث اليومي مع أطفالها. نكاتها عن الأطفال تأتي من مكان مرهق، واقعي، وربما مطمئن لكل من يتردد في اتخاذ قرار الإنجاب.
“أنا لست مؤثرة تقول لك: أنجِب! بل العكس – ربما أجعلك تؤجل القرار، وربما تدرك أنه يبدو متعبًا فعلًا”، تقول باسكو.

المجد للكوميديا في مواجهة الغسيل!
تسخر باسكو من المهام المنزلية اليومية، وتشبّهها بأسطورة سيزيف، الذي يُجبر على دفع صخرة إلى قمة جبل، لتتدحرج كل مرة. “لكنه على الأقل رياضي، في الهواء الطلق، ولا أحد يترك له حذاءه أمام الصخرة!”
وتضيف: “من الصعب أن تكتب نكتة عبقرية بعد يوم من مسح البطاطا المهروسة عن الأرض.”
رحلة إلى أستراليا وجولة طويلة في المملكة المتحدة
رغم الإرهاق، تستعد باسكو للسفر إلى أستراليا برفقة العائلة، تليها جولة من 52 عرضًا في بريطانيا. نجاحها اللافت في عالم الكوميديا لم يكن ناتجًا عن موهبة تمثيلية مبكرة، بل دافع قوي للانتماء والشعور بالاهتمام.
“كنت مهووسة بالحصول على انتباه الآخرين، ولم أكن بارعة في التمثيل أصلًا، لكني اكتشفت أنني يمكنني كسب الاهتمام بأن أؤدي شخصية أخرى.”

نجاح سريع ومفاجئ – وكأنه حلم
دخلت باسكو عالم الكوميديا في 2007، عندما كان تمثيل النساء ضعيفًا في هذا المجال، وهو ما فتح لها الأبواب سريعًا. ورغم ذلك، لم تكن تشعر دائمًا أنها مستعدة فنيًا للفرص الكبيرة، مثل ظهورها المبكر في برنامج Live at the Apollo، الذي تبعه عرض صغير “لم يضحك فيه أحد”، كما تتذكر.
ورغم ذلك، واصلت التقدم بثقة. “لم أسمح يومًا لكوني سيئة في شيء أن يمنعني من تجربته. وهذا ما جعلني أنجح.”
من كوميديا المنصة إلى الرواية
إلى جانب عروضها، تكتب باسكو حاليًا روايتها الثانية، بعد نجاح روايتها الأولى “Weirdo”. لكن وتيرة الكتابة بطيئة – تقول ساخرة: “الناس يقولون إنهم يكتبون 800 أو 2000 كلمة يوميًا. أما أنا، فأكتب 20 كلمة.”

الحب… ليس كل شيء
ورغم الحب العميق لأطفالها، تؤكد باسكو أن الأمومة ليست إنجازها الوحيد، بل هي جزء من ذاتها لا يلغي هويتها السابقة. “لا أزال أرى نفسي كامرأة عاقر بلا أطفال – ربما لأنني لم أنجب إلا في الأربعين.”
وتختم: “نعم، إنجاب الأطفال أمر جميل، لكنه ليس وحده الذي يمنحك معنى الحياة أو الحب. ما زلت أؤمن بذلك، حتى بعد أن أنجبت.”