من المسرح الى الشاشة التفاعلية..شكسبير يدخل عصر ألعاب الفيديو عبر "ليلي".
مسرحية "مكبث" تتحول إلى تجربة تفاعلية في إيران المعاصرة وتعيد تعريف الفن بين المسرح والألعاب.

في حدث غير مسبوق، فتح مهرجان كان السينمائي أبوابه لأول مرة أمام لعبة فيديو، لتصبح منصة “Lili” — وهي تعاون بين أستوديو iNK Stories الأمريكي والفرقة الملكية الشكسبيرية البريطانية — أول تجربة ألعاب تُعرض ضمن فعالياته.
قصة كلاسيكية بثوب جديد:
اللعبة المستوحاة من مسرحية “مكبث” لويليام شكسبير، تنقل القصة الكلاسيكية إلى إيران المعاصرة، حيث تعيش ليدي مكبث في هيئة “ليلي”، زوجة طموحة لضابط في ميليشيا الباسيج. بينما تعمل ليلي في ظل نظام رقابة صارم ودولة أمنية خانقة، تتورط في مؤامرة قتل من أجل تمهيد طريق السلطة لزوجها، تماماً كما فعلت ليدي مكبث في المسرحية الأصلية.
قراءة نسوية جديدة:
يقول نافيد خونصاري، المؤسس المشارك لاستوديو iNK: “إذا كانت ليدي مكبث رجلاً، لكانت من أعظم ملوك ذلك العصر، لكنها كامرأة، اضطرت للالتفاف حول القيود الاجتماعية والسياسية.”
أما زوجته فاسيليكي خونصاري، الشريكة في تطوير اللعبة، فتوضح أن الفكرة نالت إعجاب الزوار: “جاء بعض الناس لمجرد التجربة، لكنهم غادروا وهم يشعرون بالقوة والانبهار.”
تداخل السينما واللعب:
اللعبة ليست تقليدية، بل تمزج بين مشاهد سينمائية حية وآليات تفاعلية مأخوذة من ألعاب مثل Telling Lies وImmortality. وقد لعبت النجمة زار أمير إبراهيمي دور البطولة، وهي التي حصدت جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان عام 2022.
اللاعب كمخترق:
يؤدي اللاعب دور هاكر ينتمي لمجموعة “شبكة هيكات”، التي ترمز إلى الساحرات الثلاث في النص الأصلي. تبدأ القصة بتجسس اللاعب على ليلي عبر كاميرات المراقبة وملفاتها الشخصية، ما يعكس رمزية قمع الحريات الفردية في المجتمعات الرقابية.
من المراقبة إلى التمكين:
في أحد المشاهد المؤثرة، تحاول ليلي مشاهدة فيديو تعليمي للمكياج عبر يوتيوب، فيتم حظره. لاحقاً، تراها تضع المكياج سراً بعد لفّ رأسها بورق التغليف الشفاف، في مشهد يوحي بأنها تختنق داخل المجتمع والأدوار التي فُرضت عليها.
المثير أن الأدوات التي يستخدمها اللاعب للتجسس على ليلي، تتحول لاحقاً إلى أدوات تمكّنها من مقاومة النظام من الداخل. تقول فاسيليكي: “ما يبدأ كعملية مراقبة يتحول إلى تمكين؛ نمنح ليلي الأدوات التي تحتاجها لتنتفض وتثور.”
من اللعبة إلى المسرح والسينما:
من المقرر إطلاق “Lili” تجارياً أواخر 2026، وقد يتحول المشروع لاحقاً إلى مسرحية أو فيلم باستخدام نفس المشاهد. وتوضح سارة إيليس من الفرقة الملكية الشكسبيرية: “إذا كان شكسبير حياً اليوم، لكان بالتأكيد يكتب ألعاب فيديو… لأنه كان دائماً مبتكراً.”