فن وثقافة

إريك آيدل: حياته بعد مونتي بايثون… ولماذا سيكون فخورًا بالطرد من أمريكا

من الكوميديا إلى الفلسفة والسخرية من الذكاء الاصطناعي... رحلة نجم مونتي بايثون إريك آيدل في مواجهة السياسة والموت والمجد الزائف"

 

“لطالما قلت إن أفضل ما في الكوميديا هو أنها تجعلك تقول الحقيقة وتبدو مضحكًا”، هكذا يلخّص إريك آيدل فلسفته التي رافقته من “مونتي بايثون” إلى “سبامالوت”، مرورًا بسنوات من التهكم، الغناء، السياسة، والصداقة مع أعظم الشخصيات في القرن العشرين.

في حوار عابر للأزمنة والأسئلة، أجاب نجم الكوميديا البريطاني على أسئلة وجهها له زملاء وأصدقاء ومحبون، بينهم ستيف كوجان، جانيت سوزمان، وتريسي أولمان وفقا لما نقلته جريدة الجارديان

إيدل في دور “السيد الشقي”، ينظر إلى الجانب المشرق في فيلم “حياة براين” من مونتي بايثون (1979). الصورة: لاند مارك ميديا/ألامي

 

ترامب؟ لا شيء مضحك فيه. 

حين سُئل عن أكثر ما يثير الضحك في دونالد ترامب، قال ببساطة: “لا شيء… المضحك سيكون لحظة رحيله فقط”. بالنسبة لآيدل، ترامب ليس سوى “وحش خائن يعمل لصالح بوتين”. وأمريكا باتت مهووسة به لدرجة الإدمان.

 

الغناء في الجنائز… والفخر بترك أثر

ما يجعله فخورًا حقًا، هو أن أغنيته الشهيرة Always Look on the Bright Side of Life أصبحت تُغنى في الجنائز. يرى في ذلك نوعًا من التكريم الروحي، لأنه ترك في الناس أثرًا يتجاوز الضحك اللحظي إلى طقوس النهاية.

أوليفيا أرياس برفقة جورج هاريسون، الذي تزوجته عام 1978، وإريك آيدل وتيري جيليام في العرض الأول لفيلم “مونتي بايثون والكأس المقدسة” في هوليوود، يوليو 1975. الصورة: ترينيتي ميرور/ميروربيكس/ألامي

دروس من روبن ويليامز… والاتصال الإنساني أهم من الشهرة

اعترف بأنه تعلم من صديقه الراحل روبن ويليامز أن التفاعل مع الجمهور في الحياة اليومية ليس عبئًا بل “هدية لهم”. “قل مرحبًا وابتسم، ثم انسحب بلطف. هذا كل ما يحتاجونه منك”، يقول آيدل، الذي كان يومًا يصدّ المعجبين بفظاظة.

 

جورج هاريسون غيّر حياتي… وموت الأصدقاء يترك ندوبًا

كان  آيدل صديقًا حميمًا لعازف البيتلز جورج هاريسون، وشهد وفاته على سريره. تحدث بحميمية عن حب هاريسون للحياة وعدم خوفه من الموت، وعن خلافهما الوحيد: “هو أراد الهروب من التناسخ، وأنا كنت مستعدًا للعودة للحياة من جديد!”.

إريك آيدل (إلى اليسار) برفقة جورج هاريسون وجون كليز في فيلم “حياة برايان” من مونتي بايثون.

“سبامالوت” والمال: نعم، أكلوا الملايين!

وفي سياق ذلك،  حين سُئل  آيدل عن أرباح “سبامالوت”، قال ساخرًا: “حصلوا على ملايين لم يشكروني عليها أبدًا، ولا زالوا يتذمرون”. يؤمن آيدل بأن المال لا يُحفّزه بقدر ما تهمه الفكرة، والإبداع، والمرح.

هل كان “مونتي بايثون” ذكوريًا؟ نعم… لكنه حاول التغيير

 

كما يرى أن الفرقة الذكورية لم تكن تخاف النساء بقدر ما كانت تجهلهن. قال إنه كان أول من فتح نادي “فوتلايتس” بجامعة كامبريدج أمام النساء، وكانت أولهن جيرمين غرير. لكنه لا ينكر أن بعض زملائه – مثل كليز وتشابمان – كانوا “فظّين جدًا” مع الممثلة ميريام مارغوليس.

إريك آيدل برفقة ابنته ليلي وزوجته تانيا في هوليوود عام 2002

الذكاء الاصطناعي؟ مضحك من فرط الغباء

كشف النجم العالمي أنه لا يثق  في الذكاء الاصطناعي إطلاقًا. “هو لا يُبدع شيئًا، فقط يقلّد”، يقول ساخرًا، ويضيف: “حتى كتابة النصوص لا تُجدي إن لم تكن تعرف ما تفكر فيه… لا ما تظنه الآلة تفكر فيه”.

 

لا أمنع نفسي من الضحك… لكني أعيد الكتابة بلا توقف

وقال عن عمله،  إن السر في الكوميديا هو أن تبدو بسيطة، لكنها مبنية على الكثير من التكرار والتحسين. “أنا لا أكتب… أنا أعيد الكتابة”، يعترف، مشيرًا إلى أن “سبامالوت” مرت بـ17 نسخة قبل أن تخرج في شكلها النهائي.

الثورة؟ انتهت يوم بريكست… وطبقية بريطانيا لا تموت

كما يرى آيدل أن بريطانيا لن تثور، فهي بالفعل دمرت حياته كما يقول، بعد بريكست، إذ لم يعد قادرًا على الإقامة في منزله في بروفانس الفرنسية سوى 3 أشهر في السنة. “الطبقية البريطانية لا تزال سائدة، وهي تفسد البعض وتحبط الآخرين”، يقول بمرارة.

 

نكات عن الملك… وبُعد عن الأضواء. 

“أشعر بالشفقة على العائلة المالكة… لا أحد يستحق أن يُلقب بـ(سير) في عمر الخامسة”، يقول آيدل، معترفًا بأن الملك تشارلز نفسه يملك روح دعابة ويحب سبايك ميليغان وبيلي كونولي.

نيل إينيس، إريك آيدل، تيري جونز، غراهام تشابمان، ومايكل بالين في فيلم Monty Python and the Holy Grail، عام 1975

الذكريات: أول شواء كوميدي، وآخر حفل أولمبي

واوضح النجك العالمي أن من أكثر لحظات حياته إثارة كانت غناؤه في حفل ختام أولمبياد لندن 2012 أمام ملياري مشاهد. لم يكن هناك بروفات، فقط قف على المسرح وتظاهر أنك تعرف ما تفعل.

إريك آيدل أمام مسرح بالاس في لندن أثناء التحضير لعرض المسرحية الموسيقية سبامالوت عام 2006.
الصورة: ليندا نايلند / الغارديان.

ختامًا… كل شيء مجرد حياة

بالنسبة لإريك آيدل، الكوميديا لم تكن وظيفة. “لم أفكر بها كمهنة، بل كحياة”، قال. لا يهتم بالتصنيفات أو الأوسمة، يكفيه أن يتنفس ويغني ويضحك مع من يحبهم، ويصنع نكاتًا لا تموت.

اقرأ ايضا 

فضيحة “طريق الملح”: حين تتحول المذكرات إلى متاهة من الأكاذيب والمال والشكوك

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى