عربي وعالمي

الجيش الأمريكي يدرب علي مواجهة التهديد الصيني نموذج يحاكي صواريخ HQ-16 للدفاع الجوي

التدريب على مواجهة التهديدات الصينية: نموذج للدفاع الجوي HQ-16

في خطوة تعكس تحوّلًا واضحًا في أولويات التدريب العسكري الأمريكي، كشف سلاح الجو عن نموذج ميداني جديد يحاكي منظومة الدفاع الجوي الصينية متوسطة المدى HQ-16، وذلك خلال معرض “إير فنشر” السنوي في ولاية ويسكونسن.

المجسم الجديد، الذي صُمم خصيصًا ليكون هدفًا تدريبيًا عالي الدقة، يتيح للطيارين الأمريكيين التمرن على مواجهة أنظمة دفاع جوي حديثة تحاكي التهديدات الحقيقية التي قد تواجههم في مسارح العمليات، خصوصًا تلك المرتبطة بالبنية الدفاعية الجوية للجيش الصيني.

 

لماذا HQ-16 تحديدًا؟ خطر متزايد في بيئات القتال الحديثة

تعرف المنظومة الصينية HQ-16 في تصنيف حلف الناتو باسم CH-SA-16، وهي مستوحاة من عائلة صواريخ “بوك” الروسية الشهيرة. وتتميز بقدرتها على التعامل مع أهداف متعددة في آنٍ واحد، بما يشمل الطائرات، وصواريخ كروز، والطائرات المسيّرة، ما يجعلها تحديًا كبيرًا للطيارين ووحدات الحرب الإلكترونية الغربية.

 

ووفقًا لسلاح الجو الأمريكي، فإن المجسم الجديد يحاكي من الناحية البصرية والرادارية وحدة الإطلاق والنقل الخاصة بالمنظومة الصينية، وهو مجهّز بعواكس حرارية ولوحات رادارية تمثّل البصمة الفعلية للمنظومة الحقيقية، مما يعزز دقة التدريب ومصداقيته.

 

من النماذج الروسية إلى النسخ الصينية: تحوّل في الأولويات

على مدار العقود الماضية، اعتمدت القوات الأمريكية على نماذج تحاكي أنظمة الدفاع الجوي السوفيتية مثل SA-2 وSA-6 وSA-20 في تدريباتها. لكن إدراج أنظمة مثل HQ-16 ضمن سيناريوهات التدريب يؤكد أن التركيز الاستراتيجي الأمريكي بدأ يتحول تدريجيًا نحو التهديدات القادمة من الصين، وليس روسيا فحسب.

 

ويُعتبر هذا التحول جزءًا من إعادة هيكلة أوسع في خطط البنتاغون، حيث أصبحت قدرات الدفاع الجوي الصينية – المتطورة والمتعددة الطبقات – أحد المحاور المركزية في تقييم المخاطر المستقبلية.

التدريب العسكري الأمريكي

أدوات تدريب عالية الدقة: ما الذي يميز هذا النموذج؟

النموذج الجديد يتم جره إلى ساحة التدريب، لكنه يقدّم محاكاة دقيقة تشمل:

 

البصمة الحرارية عبر سخانات مدمجة.

 

الانعكاسات الرادارية الدقيقة.

 

التصميم الخارجي المطابق لوحدات HQ-16 الحقيقية.

 

ويُستخدم هذا النوع من “الأهداف الذكية” في البيئات الحية والمحاكاة الافتراضية، ما يساعد الطيارين على تطوير مهاراتهم الإدراكية والحسية، والتعرّف على التهديدات تحت ضغط المعركة.

 

دعم تكامل السلاح وتقييم الحساسات

لا تقتصر فائدة هذه المجسمات على التدريب فقط، بل تُستخدم أيضًا لاختبار تكامل الأسلحة والتأكد من فعالية المستشعرات على متن الطائرات الأمريكية والحليفة. ويتيح هذا التفاعل الواقعي اختبار مدى قدرة الرادارات والصواريخ الموجهة على كشف واستهداف الأنظمة الدفاعية المعادية في بيئة قريبة من الواقع.

التهديد في الأفق: الصين في صدارة حسابات البنتاغون

يشير إدراج HQ-16 كمجسم تدريبي إلى أن الولايات المتحدة لم تعد ترى التهديد الروسي وحده كافٍ لتأهيل قواتها الجوية. فمع تصاعد القدرات الدفاعية والهجومية لجيش التحرير الشعبي الصيني، وتوسع نفوذه الإقليمي، باتت البنية الدفاعية الصينية – لا سيما أنظمة SAM الحديثة – من أبرز العقبات أمام التفوق الجوي الأمريكي في أية مواجهة محتملة شرق آسيا.

 

خلاصة

النموذج الجديد ليس مجرد أداة تدريب، بل يمثل جزءًا من عقيدة جديدة تتبنّاها القوات الأمريكية: الاستعداد لمواجهة أنظمة متطورة من خصم استراتيجي متصاعد. ومع استمرار الصين في تحديث دفاعاتها الجوية وتصديرها لدول أخرى، يبدو أن هذه النماذج ستصبح عنصرًا ثابتًا في تدريبات الطيارين الأمريكيين لسنوات قادمة.

اقرا ايضا

هجوم مسلح على محكمه في إيران يكشف هشاشة الأمن في جنوب شرق البلاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى