خطة إسرائيلية في رفح: “معسكر اعتقال” بتكلفة 6 مليارات دولار ومخاوف دولية تتصاعد
وصفها محللون إسرائيليون بأنها "تشبه معسكرات اعتقال النازية".

أثارت الخطط الإسرائيلية الأخيرة بشأن تجميع مئات الآلاف من الفلسطينيين في منطقة رفح جنوبي قطاع غزة ردود فعل غاضبة، حيث وصفها محللون إسرائيليون بأنها “تشبه معسكرات اعتقال النازية”.
يأتي هذا الوصف الصادم، رغم حساسيته ودلالاته التاريخية، ليؤكد على حجم خطورة هذه الخطوة، ويُبقي فكرة التهجير القسري لسكان غزة مطروحة بقوة.
“مدينة إنسانية” بتصنيف “معسكر اعتقال”
في السابع من يوليو/تموز الجاري، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن خطة لإنشاء “مدينة إنسانية” في رفح، تحديداً بين محوري موراغ وفيلادلفيا. غير أن هذه “المدينة الإنسانية” تثير قلقاً بالغاً، فوفقاً لخطط جيش الاحتلال
سيتم حشر سكان غزة في هذه المنطقة الجغرافية الصغيرة الواقعة على الحدود مع مصر، وهي منطقة تفتقر لأي مقومات حياة أو مساعدات إنسانية. والأسوأ من ذلك، يُحذر من أن من يدخل إليها لن يتمكن من العودة إلى مناطق أخرى في القطاع.
في هذا السياق، أوضح ألون بن ديفيد، محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 الإسرائيلية، أن إسرائيل حددت هذه المنطقة كـ “معسكر اعتقال” لا يمكن الخروج منه إلا إلى خارج القطاع. وتوقع بن ديفيد أن هذه الخطوة ستؤدي إلى توجيه مزيد من التهم لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، وهو ما يُدركه العالم جيداً.
تكلفة باهظة ورفض داخلي
رغم معارضة الجيش الإسرائيلي لهذه المهمة في البداية، إلا أنها أُقرَّت في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، حسب بن ديفيد. اللافت للنظر هو التكلفة الباهظة لهذه “المدينة الإنسانية”، حيث أفادت هيئة البث الإسرائيلية أمس الخميس، أن تقديرات كلفة إنشائها تصل إلى 20 مليار شيكل (ما يعادل 6 مليارات دولار)، وهو مبلغ يعادل نصف ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية.
محور موراغ: نقطة خلاف استراتيجية
في سياق متصل، شدد رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقاً، يسرائيل زيف، على عدم وجود أي أهمية استراتيجية أو أمنية لمحور موراغ، الذي يفصل بين مدينتي خان يونس ورفح جنوباً. وأكد زيف أن هذا المحور لا يساهم في منع قضايا التهريب أو سفر سكان غزة إلى الخارج، ليخلص إلى أن النية الحقيقية تكمن في إقامة “مدينة خيام وتجميع السكان جنوبي محور موراغ في رفح”.
“المراكز الإنسانية” غطاء لـ “الحكم العسكري”
من جانبه، نقل نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة 12، عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله خلال نقاشات مغلقة إن “المراكز الإنسانية مصطلح مخفف عن الحكم العسكري الذي يسعى الجيش إلى إقامته في غزة”. هذا التصريح يعزز المخاوف بشأن الأهداف الحقيقية وراء هذه الخطط.
الانسحاب الإسرائيلي: عقبة في مفاوضات الدوحة
في سياق متصل، لا تزال مسألة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار تمثل نقطة الخلاف الرئيسية في مفاوضات الدوحة الجارية. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين مطلعين على المفاوضات، أن تل أبيب ليست مستعدة لإبداء المرونة بشأن محور موراغ، بينما تُطالب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانسحاب الكامل منه. هذا التصلب الإسرائيلي يزيد من تعقيد الجهود الرامية للتوصل إلى هدنة دائمة ويُلقي بظلاله على مستقبل سكان القطاع.
اقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط بين ترقب اتفاق غزة وهيمنة ترامب: تحليل شامل لأبرز المستجدات