الكونغرس يمرر مشروع قانون ترامب الضخم للضرائب والانفاق

أقرّ مجلس النواب مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الشامل للضرائب والإنفاق، بفارق ضئيل بلغ أربعة أصوات فقط (218 مقابل 214). المشروع، الذي تزامن التصويت عليه مع المهلة التي وضعها ترامب لنفسه قبل احتفالات عيد الاستقلال، يمثل حجر الزاوية في أجندته الاقتصادية الجديدة، ويضع ملامح سنوات قادمة من التخفيضات الضريبية والاقتطاعات الاجتماعية واسعة النطاق. وبينما يحتفي الجمهوريون بما اعتبروه “انتصارًا تشريعيًا”، تحذّر المعارضة من كارثة تطال الفئات الأكثر هشاشة.

تمرير بشق الأنفس وسط انقسامات داخلية

رغم الأغلبية الجمهورية في مجلس النواب، شهد التصويت على القانون انشقاق نائبين جمهوريين، هما توماس ماسي وبراين فيتزباتريك، اللذان رفضا المشروع لأسباب مالية وإنسانية. ماسي، المعروف بمواقفه المحافظة ماليًا، اعتبر أن المشروع سيزيد من العجز ويؤدي إلى تضخم مستدام. أما فيتزباتريك، الذي يمثل منطقة فرعية في ولاية بنسلفانيا، فقد انتقد التعديلات التي أدخلها مجلس الشيوخ على برنامج “ميديكيد”، معتبرًا أنها تهدد الأمن الصحي لفئات ضعيفة في منطقته.

جو من الاحتفالات في البيت الأبيض والجمهوريين

فور إعلان نتيجة التصويت، دوّت هتافات “U-S-A” في قاعة المجلس، فيما عبّر البيت الأبيض عن سعادته بالنجاح التشريعي. ومن المقرر أن يوقّع ترامب على المشروع يوم الجمعة، بالتزامن مع احتفالات عيد الاستقلال، في حفل توقيع وصفه المتحدثون باسم البيت الأبيض بأنه “تاريخي”. رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، الذي تولى منصبه وسط توقعات بفشل سريع، ظهر إلى جانب قادة الحزب الجمهوري وهو يوقع على النسخة النهائية من التشريع، مؤكدًا أن “إصلاح السياسات العامة بالكامل كان ضرورة بعد سنوات من الفوضى التقدمية”.

مشروع قانون بطموحات واسعة… وجدالات أوسع

يتضمن القانون تخفيضات ضريبية دائمة للطبقة الوسطى، إعفاءات على العمل الإضافي والإكراميات، وإلغاء “ضريبة الموت” على الورثة. كما يشمل زيادات في الإنفاق على الأمن الحدودي ووكالة الهجرة، وتمويلًا إضافيًا للجدار الحدودي. لكن المثير للجدل كان الاقتطاع الهائل في ميزانية “ميديكيد”، والذي يُقدّر بحوالي تريليون دولار على مدى عشر سنوات، ما قد يؤدي، وفقًا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، إلى حرمان نحو 12 مليون أمريكي من التأمين الصحي.

هجوم ديمقراطي بقيادة جيفريز

الزعيم الديمقراطي حكيم جيفريز قاد حملة المعارضة داخل المجلس بخطاب استمر أكثر من ثماني ساعات، مسجلاً رقمًا قياسيًا كأطول مداخلة برلمانية. وصف جيفريز المشروع بأنه “تشريع مشين يكافئ المليارديرات على حساب الفقراء”، مشددًا على أن الديمقراطيين لن يصمتوا في وجه ما اعتبره “محاولة لإعادة تشكيل أمريكا لخدمة النخبة المالية والسياسية”. وأضاف أن “العدالة الضريبية والرعاية الصحية ليستا امتيازًا، بل حق لكل مواطن”.

مايك جونسون… رجل اللحظة

نجح مايك جونسون، الذي تسلّم رئاسة مجلس النواب في ظروف شائكة بعد إطاحة كيفن مكارثي، في تثبيت موقعه بصفته لاعبًا رئيسيًا في دفع أجندة ترامب التشريعية. ورغم التحديات من الجناح اليميني داخل حزبه، استطاع جونسون الحفاظ على تماسك الأغلبية والتوفيق بين مطالب المتشددين وتخوّفات المعتدلين. ويرى مراقبون أن دعمه الكامل من ترامب شكّل عاملًا حاسمًا في نجاته من مصير سلفه.

 معركة جديدة في مجلس الشيوخ ملامح

رغم تمرير المشروع في مجلس النواب، لا تزال المعركة التشريعية مستمرة في مجلس الشيوخ، حيث أُقرّ المشروع سابقًا بصعوبة بعد تصويت كسر التعادل من السيناتور الجمهوري جي دي فانس. وستبقى العيون موجهة نحو ما إذا كان التوقيع الرئاسي سيعني نهاية المعركة، أم بداية لجدل أوسع في الساحة السياسية والإعلامية حول تداعيات القانون الاجتماعية والاقتصادية والانتخابية مع اقتراب 2026.

أقرأ أيضا

ترامب يضغط على نتنياهو لوقف الحرب في غزه والإفراج عن الرهائن