تدريب أمريكي-بريطاني في بولندا لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة
الناتو يختبر قدراته ضد الطائرات المسيّرة في تدريب مشترك أمريكي-بريطاني ببولندا

فى ظل تزايد التهديدات التي تمثلها الطائرات بدون طيار في ساحات القتال الحديثة، تجري قوات أمريكية وبريطانية هذا الأسبوع تدريبًا مشتركًا متقدمًا في منطقة بيموفو بيسكي بالقرب من مدينة إلك البولندية، ضمن المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع “فلاي تراب” (Project Flytrap 4.0)، والذي يركز على تطوير حلول منخفضة التكلفة وقابلة للنشر ميدانيًا لمواجهة الطائرات المسيّرة المعادية. يمتد التدريب من 27 إلى 31 يوليو، ويجمع وحدات من الفوج الثاني للاستطلاع التابع للفيلق الخامس الأمريكي إلى جانب وحدات من القوات البريطانية، في بيئة عملياتية تحاكي التحديات الفعلية التي قد تواجهها قوات حلف الناتو.
أهمية التدريب في بيئة التهديدات الحديثة
يرى الجنرال تشارلز كوستانزا، قائد الفيلق الخامس الأمريكي، أن أنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة (C-UAS) أصبحت عنصرًا حاسمًا في أي استراتيجية عسكرية حديثة، مؤكدًا أن القوات الأمريكية والحليفة مطالبة بالتكيّف السريع مع التهديدات المتزايدة لهذه الطائرات، من خلال اختبار وتطوير أفضل المنصات الدفاعية الممكنة ودمجها في منظومات الحماية الميدانية. ويأتي هذا التدريب كجزء من خطة التحول الاستراتيجي للفيلق الخامس، والتي تهدف إلى جعل القوات أكثر قدرة على مواجهة تهديدات متطورة ومتغيرة باستمرار.
تطوير تكتيكات وتقنيات مشتركة
تستهدف المرحلة الحالية من مشروع “فلاي تراب” اختبار قدرات ميدانية ممتدة على مستوى السرية والكتيبة، مع التركيز على التنسيق بين الوحدات في بيئة عمليات مستمرة لعدة أيام. وقد شملت المراحل السابقة من المشروع تجارب على أنظمة دفاع ثابتة وحرب إلكترونية، بينما توسع النسخة 4.0 نطاق التدريب ليشمل سيناريوهات ديناميكية تتطلب رصد واعتراض الطائرات المعادية في الوقت الفعلي، وفي مناطق انتشار متباعدة جغرافيًا.
اختبار أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة
خلال فترة التدريب، يقوم الجنود الأمريكيون والبريطانيون بتجربة مجموعة من التقنيات المحمولة منخفضة التكلفة، مثل أجهزة التشويش المحمولة باليد، والأنظمة الاعتراضية الحركية، ومنصات دمج البيانات الحسية، وغيرها من الأدوات المصممة لاكتشاف وتعطيل التهديدات في بيئات قتالية متنازع عليها. ويُنظر لهذه الابتكارات باعتبارها حلولًا ضرورية لمواكبة تطور الطائرات المسيّرة التي أصبحت أصغر حجمًا وأرخص تكلفة وأكثر استقلالية.
اقرأ أيضاً بعد تصريحات “طائشة” من ميدفيديف: ترامب يأمر بتحريك غواصتين نوويتين قرب روسيا
التنسيق ضمن إطار حلف الناتو
يأتي التدريب ضمن هيكل القيادة الخاص بـ مجموعة المعركة المتقدمة للناتو (eFP) في بولندا، والتي تضم مساهمات دورية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكرواتيا ورومانيا. وإلى جانب هدفه التدريبي، يرسل هذا التعاون رسالة ردع واضحة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة في أوروبا الشرقية. كما يساعد المشروع شركاء الناتو على توحيد الإجراءات الخاصة باكتشاف وتحييد تهديدات الطائرات المسيّرة، وهي تقنيات أصبحت في متناول كل من الخصوم الدوليين والجماعات المسلحة غير النظامية.