واشنطن تقصف منشآت نووية إيرانية وتفتح أبواب الحرب في الشرق الأوسط
ترامب يعلن نجاح الضربة وطهران تتوعد بالرد وتتحرك دبلوماسيًا نحو موسكو

دخلت الولايات المتحدة رسميًا في صلب الحرب الإسرائيلية الإيرانية، عبر شنّها فجر الأحد هجومًا جويًا وصاروخيًا ضخمًا على ثلاث منشآت نووية إيرانية حساسة. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن الضربات قضت “تمامًا” على قدرات إيران في تخصيب اليورانيوم، محذرًا من ضربات أقوى في حال لم تتجه طهران نحو السلام. الرد الإيراني المرتقب وحالة التأهب في القواعد الأمريكية بالخليج يفتحان الباب أمام تصعيد واسع في الشرق الأوسط.
أهداف الضربة: منشآت نووية تحت القصف الأمريكي
استهدفت الضربات مواقع نووية بالغة الأهمية: منشأة “فوردو” الجبلية، ومفاعل “نطنز” الرئيسي، ومنشأة “أصفهان” التي تحتوي مخزونًا نوويًا جزئي التخصيب. الهجوم استخدم فيه سلاح الجو الأمريكي قاذفات B-2 وقنابل خارقة للتحصينات تزن 30 ألف رطل، إلى جانب صواريخ كروز TLAM أُطلقت من غواصات في الخليج – في أول استخدام قتالي لهذه القنابل.
ترامب يتحدث: “بلطجي الشرق الأوسط يجب أن يستسلم”
في خطاب متلفز، اعتبر الرئيس ترامب أن العملية “أبيدت” فيها المنشآت النووية المستهدفة بالكامل، قائلًا إن إيران لم يعد أمامها سوى اختيار السلام، وإلا فستواجه تصعيدًا أعنف. واصفًا الهجوم بأنه “نجاح عسكري باهر”، أكد التنسيق الكامل مع إسرائيل، وهو ما أيده رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
رد طهران: تهديد غامض وتحرك نحو موسكو
وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي توعّد بالرد “وفقًا لحق الدفاع عن النفس”، دون الإفصاح عن ماهيته. كما أعلن عن زيارة مرتقبة إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي، معتبرًا الهجوم الأمريكي “خيانة للدبلوماسية”، مشددًا على أن الضربة استهدفت طهران وهي ما تزال على طاولة التفاوض.
البرنامج النووي الإيراني: هل تم تحييده فعليًا؟
رغم تصريحات ترامب، كشف مسؤول إيراني أن منشأة “فوردو” تم إخلاؤها مسبقًا، وأن الضرر “قابل للإصلاح”. وأعلنت وكالة الطاقة الذرية أنها لم ترصد تسربًا إشعاعيًا. من جانب آخر، أثارت تصريحات إيرانية عن موقع تخصيب جديد “غير قابل للاختراق” شكوكًا حول وجود بدائل سرّية للبرنامج النووي.
موقف أوروبي مرتبك: بين التهدئة والرفض
لم يصدر عن أوروبا موقف موحّد؛ إذ أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى “احتواء التصعيد والعودة للمفاوضات”. يعكس هذا التباين الأوروبي ترددًا بين تأييد الردع والخشية من اتساع رقعة الحرب.
انقسام سياسي أمريكي: الجمهوريون مع الضربة والديمقراطيون يعارضون
الضربة العسكرية أثارت جدلًا واسعًا داخل الولايات المتحدة؛ حيث دعمها الجمهوريون باعتبارها “ردًا حاسمًا”، فيما اعتبرها الديمقراطيون، ومنهم السيناتور كريس ميرفي، عملًا غير مبرر يزيد من تعقيد الأوضاع ويقضي على فرص الحل الدبلوماسي. ويتوقع تصاعد الخلاف داخل الكونغرس حول جدوى العملية.
القوات الأمريكية في خطر: قواعد محاصرة وميليشيات على أهبة الاستعداد
وجود أكثر من 40 ألف جندي أمريكي في قواعد بالخليج والعراق وسوريا والأردن يجعل واشنطن في مرمى أي ردّ إيراني. التقارير الاستخباراتية تحذّر من استهداف قواعد أمريكية أو استخدام طهران لوكلائها مثل “حزب الله” و”الحشد الشعبي” في هجمات مرتقبة.
السيناريوهات القادمة: تصعيد إقليمي أم تهدئة مؤجلة؟
المشهد الإقليمي يتجه نحو مزيد من التعقيد. قد تستخدم إيران أساليب غير تقليدية مثل تعطيل الملاحة في مضيق هرمز أو هجمات عبر ميليشياتها. في المقابل، قد ترد واشنطن بقوة، مما يزيد احتمالات الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة. وفي ظل غياب أي مبادرات جدية للتهدئة، يبدو أن الحلول الدبلوماسية باتت مؤجلة إلى إشعار آخر.